السيدة زينب.. بركة مصر الخالدة ومنارة العاشقين

أكد الدكتور محمد أبو هاشم، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن مصر لا تزال تنعم ببركات السيدة زينب رضي الله عنها، التي كان لها دور بارز في نشر الخير والبركة في البلاد منذ قدومها إليها.
وأوضح خلال حديثه في برنامج “أهل المحبة” المذاع على قناة “الناس”أن المصريين استقبلوا السيدة زينب بحفاوة بالغة، تعبيرًا عن حبهم العميق لآل بيت النبي ﷺ، ولقبوها بـأم العواجز وأم المساكين لما كانت تقدمه من عون للفقراء والمحتاجين.
وأشار أبو هاشم إلى أن السيدة زينب لم تكن فقط رمزًا للعطاء والإحسان، بل كانت أيضًا صاحبة رأي ومشورة، حتى أن ولاة مصر في زمانها كانوا يلجأون إليها لاستشارتها في الأمور المختلفة، ما يعكس مكانتها الرفيعة وتأثيرها الكبير في المجتمع المصري.
قدوم السيدة زينب إلى مصر واستقرارها بها
جاءت السيدة زينب رضي الله عنها إلى مصر بعد استشهاد شقيقها الإمام الحسين رضي الله عنه في كربلاء، بحثًا عن الأمان والسكينة بعد المحن التي ألمّت بآل البيت.
وعندما وصلت إلى مصر، اختارت الاستقرار في منطقة “بركة السباع”، وهو المكان الذي يُعرف اليوم بمسجدها الشهير. وظلت تعيش في هذا المكان المبارك حتى وفاتها عام 62 هـ، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الروحي لمصر.
ويؤكد أبو هاشم أن السيدة زينب عندما وصلت إلى مصر، باركت أهلها بدعائها الشهير: “يا أهل مصر، أكرمتمونا أكرمكم الله، وآويتمونا آواكم الله”، وهو الدعاء الذي لا يزال المصريون يرددونه حتى اليوم، مستشعرين بركته ورحمته.
الجدل حول مكان دفن السيدة زينب
وعن الجدل القائم حول مكان دفن السيدة زينب، أوضح أبو هاشم أن السيدة زينب المدفونة في مصر هي ابنة الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، بينما السيدة زينب المدفونة في سوريا هي ابنة الإمام علي من زوجة أخرى.
وأضاف أن ضريح السيدة زينب في مصر أصبح منارة روحية يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث يجدون فيه السكينة والطمأنينة والقبول من الله، مشيرًا إلى أن المصريين يتبركون بزيارة مقامها لما يحمل من معانٍ روحانية عميقة وارتباط وثيق بحب آل البيت.
مكانة السيدة زينب في قلوب المصريين
تحظى السيدة زينب بمكانة خاصة في قلوب المصريين، ليس فقط باعتبارها حفيدة النبي ﷺ، ولكن أيضًا لدورها الاجتماعي والديني الذي امتد لقرون. ولا يزال مسجدها ومقامها في قلب القاهرة قبلة للمحبين والعاشقين لآل البيت، ليظل نورها مشعًا في سماء مصر، حاملاً معه ذكرى العطاء والكرم والبركة التي لا تنقطع.