📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

لقمة مع المخاطر.. أكل الشوارع تحت مجهر الصحة والاقتصاد

خبراء لـ«اليوم»: أكل الشوارع يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا.. لا بد من تشديد الرقابة والتوعية

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

كتب- محمود عرفات

في زحام الشوارع، وعلى نواصي الحارات، حيث لا لافتات براقة ولا ديكورات فاخرة، يقف أصحاب العربات الصغيرة وأكشاك الطعام البسيطة يصنعون وجبات يومية تُشبع جوع العابرين وتملأ المكان برائحة الحياة.

هؤلاء الجنود المجهولون، الذين يعملون تحت الشمس، وسط الضجيج، ومن دون أي حماية اجتماعية أو صحية، صاروا جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الشعبية ومشهد الاقتصاد غير الرسمي.

لكن خلف تلك الروائح الشهية والابتسامات السريعة، تختبئ معاناة وصراعات يومية، واحتياجات لم تجد حتى الآن من يلبيها بحق.

في هذا التقرير يتناول موقع وجريدة “اليوم” واقع أكل الشوارع، مخاطره، وأهميته الاقتصادية والاجتماعية، مدعومين بآراء خبراء وقصص من الميدان.

واقع أكل الشوارع

تعتبر أكشاك وأكلاف أكل الشوارع مصدر رزق لعدد كبير من الباعة الذين لا يجدون فرص عمل أخرى، حيث يعاني هؤلاء من مشاكل عدة مثل ضعف الرقابة، انعدام أدوات النظافة، وعدم وجود بنية تحتية صحية مناسبة، رغم ذلك يظل الطلب على هذه الأطعمة مرتفعًا بسبب انخفاض تكلفتها وسهولة الوصول إليها.

مخاطر صحية ونظافة

تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من أطعمة الشوارع تقدم في ظروف غير صحية، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية والتسمم الغذائي، وتبلغ نسبة التسمم الغذائي الناتج من أكل الشارع حوالي 15% من إجمالي حالات التسمم المسجلة في البلاد، وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة.

قصص من الميدان

يقول محمد كامل أحد بائعي أكل الشارع في إحدى قرى مركز العياط: “أنا ببيع الفول والفلافل من 10 سنين، الشغل مش سهل لكن هو مصدر رزقي الوحيد، ساعات بنواجه مشاكل من ناحية النظافة أو المرور، بس الزباين بيفضلوا الأكل عندنا لأنه طعمه مختلف وسعره مناسب.”

أما أحمد حسين زبون دائم، فيقول: “بحب أكل الشارع لأنه سريع ورخيص، بس ساعات بخاف من النظافة أو الحاجات اللي ممكن تأثر على صحتي.”

خطر صحي.. وعُرضة للأمراض

من جانبه قال الدكتور محمد جمال، استشاري الأمراض المعدية إن أكل الشوارع يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا في حال عدم الالتزام بالإجراءات الصحية، مضيفًا أن النظافة الشخصية للباعة، استخدام أدوات طهي سليمة، وحفظ الطعام في درجات حرارة مناسبة هي عوامل أساسية لتقليل خطر الإصابة بالأمراض. وينبغي على الجهات المختصة تشديد الرقابة والتوعية المستمرة.”

أبعاد نفسية عميقة

من جهتها أكدت الدكتورة ريم سامي، خبيرة الصحة النفسية أن أكل الشوارع يلعب دورًا اجتماعيًا هامًا، حيث يوفر للناس فرصة للتواصل الاجتماعي والتقارب بين مختلف طبقات المجتمع، وأضافت قائلة: “رغم المخاطر الصحية، فإن هذه الظاهرة تدعم التفاعل الإنساني والجانب الثقافي للمجتمعات، وعلينا أن نعمل على تطويرها بدلاً من محاربتها.”

وأضافت أن ظاهرة العمل في أكل الشوارع تحمل أبعاداً نفسية عميقة، إذ تواجه هذه الفئة ضغطاً نفسياً مستمراً نتيجة عدم الاستقرار الوظيفي والخوف من فقدان مصدر الدخل، مما يسبب لهم توتراً وقلقاً مزمنين.

دعم نفسي واجتماعي مطلوب

وأوضح أن التفاعل المباشر مع الجمهور يفرض عليهم صبراً نفسياً عالياً، ويزيد من شعورهم بالمسؤولية تجاه أسرهم، وهذا يُعتبر عاملاً دافعاً قوياً لكنه في الوقت نفسه قد يُرهق صحتهم النفسية إذا لم يتلقوا الدعم الكافي، مؤكدًا على أهمية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الفئة لتعزيز صمودهم وتقليل الضغوط النفسية التي تؤثر على جودة حياتهم وعملهم.”

أكل الشوارع وحركة الاقتصاد

من جانبه أوضح خالد عبد الرحمن، خبير اقتصادي أن أكل الشوارع يوفر فرص عمل لآلاف الأشخاص في مصر، خاصة الفئات الأقل دخلًا. “هذه الأنشطة الصغيرة تسهم في تحسين الاقتصاد غير الرسمي وتخفيف معدلات البطالة، ولكن يجب تنظيمها بشكل أفضل لتوفير بيئة عمل آمنة وتحسين جودة المنتجات.”

وأضاف أن دعم بائعي أكل الشوارع من خلال مبادرات التدريب وتوفير خدمات النظافة قد يحسن من مستوى الأمان الغذائي. “هذه الفئة تحتاج إلى تمكين اجتماعي واقتصادي، وبرامج التوعية التي تعزز من قدراتهم الإنتاجية وجودة ما يقدمونه.”

آراء أولياء الأمور

تقول أم مصطفى، أم لطفلين: “نلجأ لأكل الشارع بسبب ضيق الوقت وتكاليف المطاعم، لكننا نحرص دائمًا على اختيار الأماكن التي تبدو نظيفة.”

ويضيف والد أحد الطلاب: “الأكل من الشارع أحيانًا خيار للطلاب، لكن نحن نراقب دائمًا ونوجههم لتجنب المخاطر الصحية.”

الحلول والمبادرات

– وضع أكشاك نظيفة ومجهزة بأدوات صحية.

– تدريب الباعة على معايير السلامة الغذائية.

– تكثيف الحملات التوعوية للمستهلكين.

– إشراك الجمعيات المحلية في دعم وتنظيم الباعة.

– متابعة مستمرة من قبل الجهات الصحية لضمان تطبيق الإجراءات.

خاتمة

ظاهرة أكل الشوارع تمثل واقعًا اقتصاديًا واجتماعيًا لا يمكن تجاهله، وهي مصدر رزق لكثير من الأسر. مع التأكيد على ضرورة تحسين ظروفها الصحية والنظافة، يجب العمل بشكل متوازن بين دعم هذه الأنشطة وتنظيمها، بما يضمن سلامة المستهلكين وكرامة الباعة على حد سواء. من خلال التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني، يمكن الوصول إلى حلول مستدامة تحقق التوازن المطلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights