أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق، أن هناك ثلاثة أسئلة وجودية كبرى حيرت الإنسان منذ الأزل وهي: “من أين جئنا؟” “ماذا نفعل الآن؟” و”ماذا سيحدث غدًا؟”.
وأوضح أن هذه الأسئلة لم تجد إجابة قاطعة عند العلماء والفلاسفة بينما جاءت الأديان السماوية على رأسها الإسلام بإجابات واضحة وشاملة لها عبر الوحي الإلهي.
وخلال مشاركته في بودكاست “مع نور الدين”، الذي يُبث عبر قناة “الناس” قال جمعة: “الإنسان ظل يبحث في علوم الجيولوجيا والأنثروبولوجيا والفلك والفيزياء والكيمياء والطب عن إجابات لهذه الأسئلة لكنه لم يجد إلا نظريات غير يقينية فيما قدّم الأنبياء والرسل الإجابة الحقيقية لها”.
نظرية داروين والتطور.. تساؤلات بلا إجابات
وفي سياق الحديث عن نظرية التطور، التي طرحها العالم تشارلز داروين تساءل الدكتور علي جمعة عن مدى منطقيتها وعلميتها، قائلًا: “إذا كان التطور عملية مستمرة كما يدّعون فلماذا توقف؟ لماذا لا نرى سمكة تخرج من المحيط وتبدأ في الطيران؟ لماذا لم يتحوّل أي قرد إلى إنسان منذ آلاف السنين حتى الآن؟
وأشار إلى أن نظرية التطور تعتمد على التشابه بين الكائنات الحية، لكنها لم تقدّم دليلًا علميًا تجريبيًا قاطعًا على حدوث هذا التحول بين الأنواع مشددًا على أن الادعاء بأن التطور يحتاج إلى ملايين السنين لا يبرر عدم وجود أدلة ملموسة عليه حتى اليوم.
وأضاف: “إذا كان القرد قد تطور إلى إنسان منذ ملايين السنين، فلماذا لم يستمر هذا التحول؟ لماذا لا نجد كائنات جديدة تتطور أمام أعيننا؟” مؤكدًا أن هذه التساؤلات تضع نظرية التطور في موضع الشك والتناقض.
غياب الأدلة العلمية والحلقة المفقودة
وأوضح الدكتور علي جمعة أن علماء التطور لم يتمكنوا حتى اليوم من العثور على الحلقة المفقودة التي تربط بين القرد والإنسان كما أن الاختلافات الجينية بين الأنواع كبيرة جدًا بحيث لا يمكن تفسيرها بالتطور العشوائي.
وأضاف: “كل ما نراه هي مجرد تصورات ونظريات تم الترويج لها بقوة إعلاميًا لكنها تفتقر إلى الأدلة التجريبية الحقيقية.
الإنسان مكرّم بالعقل والاختيار
شدد الدكتور علي جمعة على أن العقل والاختيار هما أساس تكريم الإنسان وهما ما يجعله مميزًا عن باقي المخلوقات مستشهدًا بقصة خلق آدم عليه السلام حيث أمر الله الملائكة بالسجود له باعتباره مخلوقًا مكلفًا وعاقلًا ومفضلًا على سائر الكائنات.
وأشار إلى أن قصة الخلق في الأديان السماوية تبرز قيمة الإنسان الحقيقية التي تقوم على العقل والتكليف والمسؤولية، وهو ما لم تستطع النظريات المادية تقديم تفسير منطقي له.
