
أكد نائب رئيس الوزراء الأوكراني، ميخايلو فيدوروف، أن بلاده تدرس بعناية كيفية مشاركة بيانات ساحة المعركة مع حلفائها، واصفاً المعلومات الاستخباراتية الضخمة التي تمتلكها أوكرانيا بأنها “لا تُقدّر بثمن” وتشكل إحدى أوراقها القوية في التفاوض على الدعم الدولي.
وفي مقابلة مع وكالة “رويترز”، أشار فيدوروف، الذي يرأس وزارة التحول الرقمي، إلى أن أوكرانيا تتعامل بحذر بالغ في مشاركة هذه البيانات، موضحاً أنها تلعب دوراً محورياً في تعزيز مواقف كييف على الساحة الدولية.
وكشف الوزير أن بلاده تعمل على تطوير طائرات بدون طيار مستقلة تماماً، يمكنها التحليق والعمل في أسراب دون تدخل بشري، في خطوة تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح فيدوروف أن أوكرانيا تستخدم تقنيات شركة تحليل البيانات الأمريكية “Palantir” لأغراض متعددة، منها رصد أنماط الضربات الروسية، وتتبع حملات التضليل، بالإضافة إلى استخدامات مدنية مثل اختيار مواقع بناء مدارس محصنة ضد القصف ومناطق إزالة الألغام.
وبيّن أن ما بين 80% إلى 90% من الأهداف الروسية التي تُستهدف على الجبهات يتم تدميرها حالياً بواسطة الطائرات بدون طيار، مقارنة بنحو 70% في عام 2024.
كما تحدث عن نظام تحفيزي مبتكر بدأ تطبيقه في الجيش الأوكراني، يشبه ألعاب الفيديو، حيث تُمنح نقاط مقابل تدمير أهداف معادية يمكن استبدالها بطائرات مسيرة وأسلحة إلكترونية عبر “سوق إلكتروني” مخصص.
وأشار إلى أن هذا النظام أدى إلى توزيع نحو 500 ألف طائرة مسيرة على الوحدات العسكرية منذ إطلاقه قبل عام، وهو ما ساهم في مضاعفة الحوافز وتحسين كفاءة العمليات القتالية.
وذكر فيدوروف أن “منطقة القتل” التي تتحكم فيها الطائرات بدون طيار تمتد حاليًا على مسافة 10 إلى 15 كيلومتراً من خطوط المواجهة، وقد تتوسع لتصل إلى 20 كيلومتراً بحلول العام المقبل.
وختم الوزير بالإشارة إلى أن أوكرانيا باتت تعتمد على آلاف المركبات البرية غير المأهولة لتوصيل الذخيرة والإمدادات، في ظل بيئة قتال وصفها بأنها “جحيم حقيقي”.