خطبة الجمعة القادمة: كيف تسهم الهوية الوطنية في بناء مجتمع متماسك؟
خطبة الجمعة القادمة تسلط الضوء على أهمية التمسك بالقيم واللغة

إطار حرص وزارة الأوقاف على ترسيخ القيم الدينية والوطنية، حددت الوزارة موضوع خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان “تعزيز الهوية ودورها في صناعة الحضارة”، مؤكدة أهمية الهوية الوطنية في بناء الإنسان والمجتمع.
كما ستتضمن الخطبة الثانية تحذيرًا من السلوكيات الخاطئة في شهر رمضان المبارك، بهدف التوعية بضرورة الاستفادة الروحية من هذا الشهر الفضيل. في هذا التقرير، نستعرض معكم أبرز محاور الخطبة ورسائلها الهادفة.
موضوع خطبة الجمعة القادمة
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان “تعزيز الهوية ودورها في صناعة الحضارة”، وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية الهوية الوطنية، وضرورة الحفاظ عليها باعتبارها حجر الأساس في بناء المجتمعات وصناعة الحضارات.
وأكدت الوزارة أن الهوية ليست مجرد انتماء، بل هي منظومة متكاملة تشمل الدين، والثقافة، واللغة، والقيم، والتقاليد، وكل ما يميز مجتمعًا عن غيره. فالأمم التي تحافظ على هويتها تستطيع الصمود في وجه التحديات، بينما يؤدي التفريط فيها إلى ضياع الشخصية المجتمعية وانهيار الحضارة.
الهوية.. ركيزة البناء الحضاري
تشير خطبة الجمعة إلى أن الهوية الوطنية تمثل معيار التميز ومصدر الفخر والعزة، فهي التي تصوغ شخصية الأفراد وتوجههم نحو البناء والتقدم. وفي هذا الإطار، تستعرض الخطبة عددًا من المحاور التي تعزز من مكانة الهوية في المجتمع، من بينها:
- الدين والتدين الوسطي: يعد الدين الإسلامي أحد أهم مكونات الهوية، فهو النور الذي يضيء دروب الحياة، ويمنح الإنسان الاستقرار والطمأنينة. وقد تميزت مصر عبر العصور بتدينها الوسطي، الذي يظهر في سلوكيات أهلها، ومظاهر التكافل الاجتماعي، ومؤسساتها الدينية العريقة.
- اللغة العربية.. درع الهوية: تشدد الخطبة على أن اللغة العربية هي الحصن الحصين للهوية الوطنية، فهي وعاء الفكر والتراث، وجسر يربط الماضي بالحاضر والمستقبل. وقد أبدع علماء مصر في علوم اللغة، وكان لهم دور بارز في إرساء دعائم الحضارة الإسلامية.
- القيم والأخلاق.. التطبيق العملي للهوية: الهوية لا تقتصر على الانتماء، بل تحتاج إلى ترجمة عملية في السلوكيات والتصرفات اليومية. وعليه، تدعو الخطبة إلى غرس القيم النبيلة مثل الرحمة، والعلم، والجمال، وتحويلها من مفاهيم مجردة إلى مؤسسات تبني الحضارة، من خلال تطوير التعليم، والرقي بالفنون، وتعزيز ثقافة التسامح والتعاون.
التحذير من السلوكيات الخاطئة في رمضان
إلى جانب الحديث عن الهوية، تتناول الخطبة في جزئها الثاني بعض السلوكيات الخاطئة التي قد يقع فيها الناس خلال شهر رمضان المبارك، مثل العصبية والانفعال والغضب، مؤكدة أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو تهذيب للنفس، ودعوة للتحلي بالصبر، وحسن الخلق.
وتحذر الخطبة من أن بعض الصائمين قد يحرمون أنفسهم من بركة الشهر الفضيل بسبب استمرارهم في ارتكاب المعاصي، مثل الغيبة، والنميمة، والتعدي على حقوق الآخرين، مؤكدة أن الغاية من الصيام هي تحقيق التقوى، كما جاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
رسالة الخطبة: اعتزوا بهويتكم وابنوا حضارتكم
تختم الخطبة بتوجيه رسالة واضحة للجميع، مفادها أن الهوية الوطنية هي ركيزة الحضارة، وأن تعزيزها مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمجتمع. كما تدعو إلى الاعتزاز بالهوية المصرية، والعمل على ترسيخها في نفوس الأجيال القادمة من خلال التربية والتعليم، ونشر الوعي الثقافي، والتمسك بالقيم النبيلة.
وفي الختام، تدعو وزارة الأوقاف جميع المواطنين إلى اغتنام شهر رمضان في تعزيز القيم الإيجابية، والحرص على حسن الخلق، ليكون رمضان شهر خير وبركة على الجميع.