📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

خطبة الجمعة المقبلة: غرس اليوم حصاد الغد.. دعوة إلى الإتقان وبناء المستقبل

خطبة الجمعة: حبة الغلة ليست حلاً... الحياة تستحق الغرس من جديد

في إطار اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، اختارت الوزارة لخطبة الجمعة القادمة عنوانًا لافتًا ومعبرًا: “ونغرس فيأكل من بعدنا”.

ويأتي هذا العنوان ليركز على مفهوم الإتقان في العمل وضرورة بث روح الأمل في مواجهة التحديات، كما تناولت الخطبة الثانية التحذير من خطر حبة الغلة، وهي قضية تمس الأمن المجتمعي والنفسي على حد سواء.

ثقافة الغرس: عمل اليوم وثمرة الغد

استُهلت الخطبة بقصة رمزية من تراث الحكماء، حيث يُشيد شيخٌ بزرع شجرة لن يستظل بها هو، بل من بعده، في تجسيد واضح لمعنى التضحية والإيثار.
هنا، تتجلى قيمة العمل لغيرنا كما عمل السابقون لنا، ما يرسّخ مبدأ الامتداد الحضاري والتكامل الإنساني.
فالزراعة الحقيقية ليست في الأرض وحدها، بل في الضمير والسلوك والمعرفة.

الإتقان… عبادة وسلوك حضاري

أبرزت الخطبة أهمية الإتقان في كل ميادين الحياة، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.
هذا الإتقان ليس مجرد مهارة، بل هو واجب ديني وأخلاقي، وشرط أساسي في رقي الأمم ونجاح المجتمعات.

كما ربطت الخطبة بين إتقان الصحابة لأدوارهم المتنوعة، وبين نجاح التجربة النبوية في بناء مجتمع متماسك وفعّال. من بلال في أذانه، إلى خالد في معاركه، وسلمان في خططه.

الإحسان روح الإتقان

توقفت الخطبة عند مفهوم الإحسان كقيمة روحية عميقة تدفع المسلم إلى التميز. فالإحسان لا يعني فقط الأداء الجيد، بل الأداء المستشعر لرقابة الله {أن تعبد الله كأنك تراه…}.

في ضوء هذا، يتحول العمل اليومي من مجرد وظيفة إلى رسالة، ومن مسؤولية فردية إلى مساهمة في مشروع حضاري جامع.

الإتقان ضرورة لا رفاهية

نبهت الخطبة إلى أن الإتقان اليوم لم يعد خيارًا أو ترفًا، بل هو شرط للبقاء والتنافس والتقدم.
وفي عالم مليء بالتحديات والاضطرابات، فإن غياب الإتقان يعني التراجع والضياع، بينما العمل المحكم هو استثمار في الحاضر والمستقبل.

خطر حبة الغلة: موت بارد يهدد شبابنا

في الخطبة الثانية، تناول الخطيب كارثة انتشار الانتحار بحبة الغلة، واصفًا إيّاها بـ”الشبح الأسود”، محذرًا من أنها ليست خلاصًا، بل خديعة كبرى.
واستنكر الخطبة بشدة هذا الطريق المظلم، داعيةً إلى اللجوء إلى الله، وبث الأمل بدلًا من اليأس.

بث الأمل… فريضة العصر

أكدت الخطبة أن مواجهة الأزمات لا تكون بالانسحاب أو الانهيار، بل بـ”الأمل الفاعل” لا الأمل الخامل.
فالأمل هو طاقة تحرك الإرادة، وتفتح الأبواب المغلقة، وتُنهض الشعوب، وهو صنو الإيمان.
قال تعالى: {فما ظنكم برب العالمين}، في إشارة إلى الثقة بالله مهما اشتدت الأزمات.

ختامًا: نغرس اليوم… لنحصد غدًا مشرقًا

انتهت الخطبة برسالة جامعة، تدعو إلى أن نكون كالنخل الشامخ، يعطي خيره بلا منّ، ويترك أثرًا نافعًا لا يُنسى.
الغاية ليست في الثمرة السريعة، بل في الغرس المبارك الذي يدوم أثره ولو بعد حين.
فالخير الحقيقي هو ما يمتد نفعه، ويبقى صداه في حياة الآخرين، مصداقًا لقوله تعالى:
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights