📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

الأزهر.. 1085 عامًا من الريادة والعلم وصناعة النهضة

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الأزهر الشريف على مدار 1085 عامًا ظلّ قلعة للعلم، وحصنًا منيعًا للدين، ودرعًا واقيًا للأمة الإسلامية من التحديات التي تواجهها عبر العصور.

وأضاف، خلال كلمته في الاحتفالية التي أقامها الأزهر الشريف بهذه المناسبة، أن الأزهر لم يكن مجرد مؤسسة علمية ودينية، بل هو رمز للوحدة والوسطية، يجمع شمل الأمة ويدعو إلى التآخي ونبذ الفرقة، تنفيذًا لوصية الله تعالى في قوله: “إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ”.

وأشار إلى أن جهود الأزهر في نشر العلم والدعوة إلى التسامح والاعتدال جعلته منارةً للعلماء ووجهةً للطلاب من مختلف أنحاء العالم، حيث حمل على عاتقه مهمة نشر قيم الإسلام السمحة، والتصدي للأفكار الهدامة التي تحاول تشويه صورة الدين.

جهود شيخ الأزهر في ترسيخ الحوار الإسلامي ووحدة الأمة

أشاد الدكتور سلامة داود بجهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الحوار الإسلامي-الإسلامي، الذي يهدف إلى نبذ الطائفية والتعصب، والتأكيد على القواسم المشتركة بين المسلمين.
وأوضح أن الأمة الإسلامية لم تجنِ من الفرقة سوى الضعف والوهن، وأن الوقت الحالي يتطلب تكاتف الجهود ورص الصفوف لمواجهة التحديات التي تحيط بالعالم الإسلامي.

وأضاف أن الأزهر، منذ نشأته، ظل مرجعًا موثوقًا به في العلوم الدينية والشرعية، وسعى دائمًا لتعزيز التقارب بين المذاهب الإسلامية المختلفة، انطلاقًا من إيمانه بأن الوحدة قوة، وأن التفرقة لا تؤدي إلا إلى التشرذم والانهيار.

الأزهر.. مهد النهضة الحديثة في مصر والعالم الإسلامي

أكد رئيس جامعة الأزهر أن الأزهر لم يكن مجرد مؤسسة دينية، بل كان المحرك الأساسي للنهضة الحديثة في مصر، حيث تخرج منه كبار العلماء والمفكرين الذين ساهموا في تطوير مختلف المجالات العلمية.
وأوضح أن محمد علي باشا عندما قرر إرسال البعثات العلمية إلى أوروبا، اختار نخبًا من أبناء الأزهر، الذين عادوا وأسهموا في تأسيس كليات الطب والهندسة والعلوم، مما جعل الأزهر حجر الأساس في النهضة العلمية الحديثة.

وأشار إلى أن الأزهر لا يزال يلعب دورًا محوريًا في نشر العلم والمعرفة، حيث يستضيف أكثر من 60 ألف طالب وافد من 130 دولة، ليعودوا إلى بلادهم سفراء للوسطية والاعتدال، ينشرون رسالة الأزهر التي تقوم على التوازن بين العقل والنقل، والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة.

العلم قوة.. والأزهر يدعو للإبداع والإنتاج المعرفي

شدد الدكتور سلامة داود على أهمية امتلاك الأمة الإسلامية لمفاتيح العلم والإنتاج المعرفي، مؤكدًا أن “اليد العليا تملك قوة العلم وتنتجه، بينما اليد السفلى تعيش عالة على ما أنتجه الآخرون”.
وأوضح أن الأزهر لم يكن يومًا تابعًا للغرب في العلوم، بل كان صانعًا للمعرفة، ومنه انطلقت البعثات العلمية التي أسست لنهضة حديثة في شتى المجالات.

وأضاف أن علماء الأزهر كانوا مثالًا يحتذى في التفاني في طلب العلم ونشره، حيث كان منهم من يستنكف أن يتحدث بغير العربية الفصحى، حرصًا على الحفاظ على لغة القرآن الكريم، وكانوا يغرسون في طلابهم قيم البحث والابتكار، مؤكدًا أن البحث العلمي لا يكون بتكرار ما سبق، بل بالسعي نحو الإبداع والاكتشاف، تمامًا كما قال أحد كبار العلماء: “ابحث عن روض أنف، أي ابحث عن موضوع لم يدرسه أحد قبلك”.

الأزهر وصناعة الأجيال.. رسالة خالدة عبر التاريخ

أوضح رئيس جامعة الأزهر أن الأزهر الشريف لم يقتصر دوره على التدريس الأكاديمي، بل كان مؤسسة تربوية تسهم في صناعة الأجيال وغرس القيم الأخلاقية في نفوس طلابه، مشيرًا إلى أن علماء الأزهر كانوا يضحون بأوقاتهم وأعمارهم في سبيل نشر العلم، ويحثون طلابهم على اقتناء الكتب وتنمية معارفهم، حتى قال أحدهم لتلميذه: “بع الجبة والقفطان واشترِ لسان العرب”، في إشارة إلى أهمية امتلاك أدوات المعرفة الحقيقية.

وأكد على ضرورة أن يتأمل أبناء الأزهر في سير العلماء العظماء الذين تركوا بصماتهم في التاريخ الإسلامي، ويتخذوهم قدوةً في طلب العلم والسعي للتميز، مستشهدًا بالقول المأثور: “فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم.. إن التشبه بالرجال فلاحُ”.

الأزهر.. رسالة عالمية لنشر الإسلام الوسطي

اختتم الدكتور سلامة داود كلمته بالتأكيد على أن الأزهر يحمل رسالة عالمية لنشر الإسلام الوسطي، والتصدي للأفكار المغلوطة التي تربط بين الدين والعنف، مشددًا على ضرورة دعم الأزهر وتعزيز دوره في مواجهة التحديات الفكرية والدينية التي تواجه الأمة.

وأشار إلى أن الأزهر سيظل المنارة التي تنير الطريق للأجيال القادمة، وحصنًا منيعًا يحمي الإسلام من التشويه والتحريف، وينشر قيم التسامح والسلام في مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أن “الأزهر هو شمس العلم التي لا تغيب، ومن اقترب منها ذاب في نورها”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights