أخبار

إصلاح النفس أولى من الانشغال بعيوب الآخرين

 

أكدت الداعية الإسلامية الدكتورة أميرة رسلان أن الإنسان هو الذي يحتاج إلى التقرب من الله سبحانه وتعالى، وليس العكس، موضحة أن الله غني عن العالمين، لكنه بفضله ورحمته يفتح أبواب الهداية لعباده، لمن شاء أن يعود إليه ويطلب عفوه ورضاه.

وخلال حلقة برنامج “بنات النبي”، الذي يُعرض على قناة “الناس”، شددت الدكتورة رسلان على أن العبادة ليست مجرد أفعال ظاهرية، بل هي ارتباط قلبي وخضوع لله تعالى، بعيدًا عن الرياء أو التفاخر أمام الآخرين، مؤكدة أن الإخلاص هو الأساس في كل طاعة، وأن العلاقة بين العبد وربه يجب أن تُبنى على الخشوع والتواضع، لا على استعراض العبادات والسعي لكسب إعجاب الناس.

التباهي بالعبادة.. خطر يهدد الإخلاص

وأوضحت الداعية أن هناك من يتباهون بكثرة عباداتهم أمام الناس، سواء بالصلاة أو الصيام أو غيرها من العبادات، فيسقطون في فخ الرياء، وهو أمر يُذهب أجر الأعمال ويجعلها بلا قيمة عند الله.

وأضافت أن العبادة الحقيقية لا تحتاج إلى جمهور أو تصفيق، بل يجب أن تكون خالصة لوجه الله، بعيدة عن حب الظهور أو المقارنة مع الآخرين، قائلة: “لا ينبغي أن نقع في فخ التباهي بالعبادة، فالعلاقة مع الله تقوم على الخضوع والشكر، لا على استعراض الطاعات أمام الآخرين”.

وأشارت إلى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، حذر من هذا السلوك، إذ قال: “من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به”، في إشارة إلى أن من يقوم بعباداته رياءً ليُسمع الناس بها، فإن الله سيفضحه يوم القيامة، وسيكون عمله هباءً لا يُقبل منه.

إصلاح النفس أولى من الانشغال بعيوب الآخرين

كما حذرت الدكتورة أميرة رسلان من خطأ شائع يقع فيه كثير من الناس، وهو الانشغال بعيوب الآخرين بدلاً من التركيز على إصلاح الذات، مستشهدة بحديث النبي ﷺ: “يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه”، موضحة أن البعض يراقب أخطاء غيره وينتقد تصرفاتهم، بينما يغفل عن عيوبه وأخطائه، وهو ما يتعارض مع تعاليم الإسلام التي تحث على محاسبة النفس قبل محاسبة الآخرين.

وأكدت أن التواضع وتزكية النفس لا يكونان من خلال انتقاد الغير أو تصيد أخطائهم، بل بالسعي لإصلاح العيوب الشخصية والتقرب إلى الله بصدق، مشددة على أن من شُغِل بنفسه وجد فيها من العيوب ما يصرفه عن متابعة الآخرين، أما من شُغِل بغيره فهو في الحقيقة يهرب من مواجهة نفسه.

الإخلاص لله.. مفتاح القبول وسبيل الفلاح

وفي ختام حديثها، دعت الداعية الإسلامية إلى عدم الالتفات إلى رأي الآخرين في العبادات، وعدم السعي إلى نيل رضا الناس على حساب الإخلاص لله، مؤكدة أن الإنسان لن يُحاسَب يوم القيامة إلا عن عمله هو، وليس عن أعمال غيره.

ونصحت كل مسلم بأن يراجع نفسه ويسعى إلى تزكيتها والتواضع لله، بدلًا من الانشغال بتقييم الآخرين، مؤكدة أن الطريق إلى الله يحتاج إلى قلب خاشع، وليس إلى مظاهر خداعة، فالإيمان الصادق يُترجم بالأعمال الخالصة لله، وليس بالمقارنات أو الادعاءات الفارغة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights