يستضيف بيت الشعر العربي بمركز إبداع الست وسيلة، خلف الجامع الأزهر، فرقة “الورشة” المسرحية، تحت إشراف المخرج حسن الجريتلي، في عرضها الجديد “أهو جه يا ولاد”، وذلك يوم الأحد 9 مارس في تمام الساعة 9:00 مساءً.
يمثل العرض تجربة استثنائية في تقديم الشعر العربي، حيث يمزج بين الأداء المسرحي والأسلوب الشعري، ليعيد صياغة العلاقة بين النص والجمهور، مواصلًا نهج فرقة “الورشة” في استكشاف أساليب مسرحية جديدة. فمنذ تأسيسها عام 1987، بدأت الفرقة بتمصير نصوص عالمية لكتّاب مثل بيتر هاندكه، داريو فو، هارولد بنتر، وفرانتس كافكا، قبل أن تتجه نحو استلهام التراث المسرحي المصري والفنون الشعبية.
قدمت الفرقة على مدار تاريخها عروضًا متنوعة، منها “غزير الليل”، “غزل الأعمار”، “حلاوة الدنيا!” و”ليالي الورشة”، إلى جانب تقديم رؤى معاصرة لنصوص مصرية مثل “رصاصة في القلب” لتوفيق الحكيم، وأوبريت “أيام العز” لبديع خيري وداود حسني، فضلًا عن عروض مستوحاة من أشعار بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد.
وفي هذا السياق، صرّح الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي، بأن الهدف من استضافة الفرقة هو تقديم تجربة جديدة تخرج الشعر العربي من القوالب التقليدية، وتفتح المجال أمام الجمهور لاكتشاف جمالياته في أشكال أدائية معاصرة. وأوضح أن العرض يجسد تمازجًا حيًا بين الكلمة والإيقاع والأداء، مما يعزز من تأثير الشعر في فضاء تفاعلي جديد.
جدير بالذكر أن فرقة الورشة تُعد من الفرق الرائدة في المسرح التجريبي، حيث شاركت في مهرجانات دولية مرموقة، أبرزها مهرجان أڤينيون بفرنسا عام 2014، وكانت أول فرقة مصرية تمثل المسرح المستقل في هذا الحدث العالمي. كما تولي الفرقة اهتمامًا خاصًا بتدريب الأجيال الجديدة من الفنانين، وتعزيز دور المسرح في التنمية والتعليم بالتعاون مع مؤسسات ثقافية ومجتمعية محلية وعربية.
“أهو جه يا ولاد” ليس مجرد عرض مسرحي، بل هو دعوة مفتوحة لعشاق الشعر والمسرح لاختبار تجربة فنية مغايرة، تعيد إحياء التراث الشعري برؤية معاصرة، وتجعل الكلمة المنطوقة فضاءً حيًا للتفاعل الفني والثقافي.
