توضيحات فقهية.. حكم إفطار المرأة الحامل والمرضع في رمضان

في حلقة جديدة من برنامج «الدنيا بخير»، الذي يُعرض على قناة الحياة، تم تناول مجموعة من الفتاوى المتعلقة بالصيام تحت عنوان «فتاوى الصائمين»، حيث سلطت الحلقة الضوء على حكم إفطار المرأة الحامل والمرضع في رمضان، إلى جانب الحديث عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس، الملقب بـ حبر الأمة وترجمان القرآن، ودوره في نشر العلوم الشرعية وتفسير القرآن الكريم.
عبد الله بن عباس.. عالم الأمة وفقهيها الكبير
استضافت الحلقة الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الذي أشار إلى أن الحديث عن الصحابة يحمل بركة وخيرًا كبيرًا، موضحًا أن النبي ﷺ دعا لعبد الله بن عباس بالفقه في الدين، فكان أحد أبرز علماء الصحابة، واستمر تأثيره حتى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، الذي كان يكرّمه لمكانته العلمية الرفيعة.
وأكد الشيخ عويضة أن ابن عباس أفتى بجواز إفطار المرأة الحامل في نهار رمضان، وهو ما استند إليه كثير من الفقهاء على مدار العصور، موضحًا أن الشريعة الإسلامية تراعي أحوال الناس وتخفف عنهم وفق قدرتهم الصحية.
حكم الإفطار للمريض وكبار السن في رمضان
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن المريض الذي يعاني من مرض مزمن يجوز له الإفطار في نهار رمضان، على أن يعوّض الأيام التي أفطرها إذا تحسنت حالته الصحية. أما إذا كان المرض مستديمًا ولا يُرجى شفاؤه، فيجب عليه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره بديلًا عن الصيام.
وأضاف أنه بالنسبة لكبار السن غير القادرين على الصيام، فالحكم الشرعي يجيز لهم الإفطار وإخراج الفدية، ويمكنهم الصيام لاحقًا إذا استطاعوا.
إفطار الحامل والمرضع.. بين الرخصة والكفارة
وفيما يخص المرأة الحامل والمرضع، أكد الشيخ عويضة عثمان أن الشريعة الإسلامية خففت عن النساء في هذه الحالة، حيث يجوز لهما الإفطار في رمضان إذا كان الصيام قد يُسبب لهما مشقة كبيرة أو ضررًا على الجنين أو الرضيع.
وأضاف أن الفقهاء اختلفوا حول ما يجب على المرأة بعد الإفطار، فمنهم من قال إن عليها القضاء فقط، ومنهم من أوجب القضاء مع الكفارة، أي إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته.
حكم الإفطار عمدًا دون عذر شرعي
وفي ختام حديثه، شدد الشيخ عويضة على أن الصيام فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ومن يفطر دون عذر شرعي يكون قد ارتكب معصية كبيرة، وعليه التوبة الصادقة وقضاء اليوم الذي أفطره.
وأكد أن الشريعة الإسلامية لم تفرض الصيام إلا وفق الاستطاعة، ولذلك جاءت الرخص الشرعية لرفع الحرج عن المسلمين، مع الحفاظ على جوهر العبادة وروحها.