أخبار

شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لاسم الله “المقيت”

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أن اسم الله “المقيت” يحمل دلالات لغوية وشرعية عميقة، وهو أحد أسماء الله الحسنى الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة الإسلامية. جاء ذلك خلال حديثه في الحلقة التاسعة من برنامج الإمام الطيب، حيث شدد على أهمية فهم معاني أسماء الله الحسنى لتعميق الإيمان وإدراك عظمة الخالق سبحانه وتعالى.

المقيت” في القرآن الكريم والسنة النبوية

أوضح شيخ الأزهر أن اسم “المقيت” ورد في القرآن الكريم في سورة النساء في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَقِيتًا﴾ (النساء: 85). كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي يعدد أسماء الله الحسنى، مما يثبت صحة الاسم وأصالته في العقيدة الإسلامية.

وأشار الإمام الطيب إلى أن أصل الاسم مشتق من “القُوت”، أي الطعام الذي يقيم حياة الإنسان، لافتًا إلى أن الفعل “قاتَ يَقُوت” يعبر عن توفير الضروريات الأساسية للحياة، كالطعام والشراب، وهو ما ينطبق على الله تعالى بوصفه الرزّاق الذي يمد جميع المخلوقات بأقواتها. واستشهد فضيلته بقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا (هود: 6)، ليؤكد أن “المقيت” هو الضامن للأرزاق والمتحكم في أقوات العباد جميعًا.

الخلاف اللغوي حول معنى “المقيت”

تطرق شيخ الأزهر إلى الجوانب اللغوية المتعددة لاسم “المقيت”، مشيرًا إلى أن بعض العلماء فسروه بمعنى “الشاهد” أو “القادر”. واستشهد في ذلك بتفسير الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي أوضح أن كلمة “مقيتًا” في الآية الكريمة تعني “قادرًا”.

كما أشار فضيلته إلى أن هذا المعنى مدعوم بشواهد من الشعر الجاهلي، حيث استخدم بعض الشعراء لفظ “المقيت” بمعنى القدرة على الفعل.
واستشهد ببيت شعري يقول: «كُنتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مَقِيتًا»، أي قادرًا على رد الإساءة، مما يدل على أن “المقيت” يحمل معاني القوة والقدرة إلى جانب كونه المعطي للأقوات.

أهمية اللغة العربية في فهم معاني الأسماء الحسنى

أكد الإمام الطيب أن اللغة العربية تعد مفتاحًا أساسيًا لفهم معاني القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى، موضحًا أن بعض اشتقاقات الأسماء قد تخرج عن القواعد النحوية المعتادة، لكنها تثبت بالسماع، كما هو الحال مع اسم “المقيت”.

وأشار إلى أن السماع في اللغة العربية حجة لا تحتاج إلى تعليل، بخلاف القياس الذي يعتمد على التعليل والاستدلال، مما يعكس مدى ثراء اللغة العربية وقدرتها على استيعاب المعاني العميقة.

تعلم اللغة العربية عبادة وإدراك للإعجاز القرآني

ختم فضيلة الإمام الأكبر حديثه بالتأكيد على أن تعلم اللغة العربية ليس مجرد اكتساب مهارة لغوية، بل هو عبادة تُعين على فهم كتاب الله تعالى وتدبر معانيه.

وشدد على أن إعجاز القرآن الكريم لا ينفد، فكل عصر يكتشف فيه العلماء والمفسرون جوانب جديدة من الحكمة الإلهية.
وأوضح أن المفسرين على مدار العصور استلهموا من القرآن الكريم معاني عميقة، فكان منهم من ركز على بلاغته، ومنهم من استنبط منه الأحكام الفقهية، مما يدل على أن القرآن الكريم كنز لا تنتهي معانيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights