موسكو تتحرك لمنع الانفجار: اجتماع ثلاثي لروسيا والصين وإيران حول الملف النووي

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، أن العاصمة موسكو ستشهد مشاورات دبلوماسية عاجلة بين ممثلين عن روسيا والصين وإيران، لبحث آخر التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، في ظل تصاعد حدة التوتر مع الولايات المتحدة والدول الغربية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”، إن المشاورات ستُعقد يوم الثلاثاء 8 أبريل، مشيرة إلى أنها تأتي في إطار الجهود المتواصلة لدعم الاستقرار الإقليمي ومنع أي تصعيد محتمل. كما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان سابق أن هذه المشاورات ستمتد على مدار يومي 7 و8 أبريل.
وتسعى الدول الثلاث إلى تنسيق مواقفها في ظل الانسداد السياسي الذي يواجه مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة)، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو2018، خلال عهد الرئيس الأسبق دونالد ترامب، والذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية شديدة على طهران.
وفي المقابل، ردت إيران تدريجيًا بالتخلي عن عدد من الالتزامات الواردة في الاتفاق، ورفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى نسب تقترب من العتبة العسكرية، ما أثار قلقًا واسعًا في الغرب، خاصة من قبل إسرائيل التي اعتبرت ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وتأتي هذه التطورات بعد تقارير أمريكية، في نهاية مارس، أفادت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد إيران بـ”قصف غير مسبوق”، إذا لم توافق على العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة تضمن قيودًا أشد على برنامجها النووي، بالإضافة إلى برنامجها الصاروخي ونشاطها الإقليمي.
وفي هذا السياق، ترى موسكو وبكين أن العقوبات الأحادية الأمريكية ضد إيران تُعدّ تقويضًا للشرعية الدولية، وتؤكدان على أهمية الحلول الدبلوماسية والحوار متعدد الأطراف لتسوية الخلافات، بعيدًا عن سياسة “الضغط الأقصى” التي تتبعها واشنطن.
ويُنظر إلى هذه المشاورات على أنها رسالة سياسية واضحة من الدول الثلاث مفادها تعزيز التعاون والتنسيق في مواجهة الضغوط الغربية، وتأكيد على أهمية التوازن في النظام الدولي الذي يشهد اصطفافات متزايدة بين الشرق والغرب.