آية وتفسير: ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾ .. تذكير يهز القلوب

تقرير : أحمد فؤاد عثمان
في خطوة تعكس عمق الإيمان وجمال التذكير بآيات الله، نشر “المجلس العام للشؤون الإسلامية” تفسيرًا مؤثرًا لآية عظيمة من سورة النبأ، يقول الله تعالى فيها:
﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾ [النبأ: 17]
وهي آية قصيرة في لفظها، عظيمة في معناها، تحمل بين كلماتها رسالة جليلة عن يومٍ موعود، لا يتخلف ولا يتبدل، هو يوم الفصل الذي يُحسم فيه كل خلاف، وتُرد فيه الحقوق، ويُفصل فيه بين الحق والباطل، بين الطائع والعاصي، بين المؤمن والجحود.
وقد أوضح المجلس في تفسيره، أن “يوم الفصل” هو اليوم الذي يفصل الله فيه بين عباده، ويفرق فيه بين أهل الجنة وأهل النار، في مشهد مهيب لا يشهده التاريخ إلا مرة واحدة. أما قوله تعالى: “كان ميقاتًا”، فهو تأكيد على أن هذا اليوم محدد بموعد لا يمكن تقديمه ولا تأخيره، موعد كتبه الله منذ الأزل، فلا يعلمه إلا هو، ولكنه آتٍ لا محالة.
التفسير الذي قدّمه المجلس لم يأتِ فقط بلغة تفسيرية جافة، بل جاء بروح إيمانية صادقة، تفتح باب التفكر والتأمل، وتوقظ الضمير الإنساني النائم، موجهًا رسالة ضمنية إلى الإنسان بأن يستعد لذلك اليوم، وأن يتفكر في مصيره، لأن الميعاد قد حُدِّد، والكتاب لا يُبدَّل.
هذه الآية ليست فقط تذكيرًا بيوم القيامة، بل هي دعوة صريحة لإعادة النظر في الحياة، في السلوك، في القرارات، وفي الغفلات. إنها دعوة للإصلاح قبل أن يأتي الموعد، “يوم الفصل” الذي لا ينفع فيه الندم، ولا يُؤخّر لمن تأخر.
وفي ظل التحديات المعاصرة التي تواجه القيم والمبادئ، تأتي هذه اللفتات القرآنية من المؤسسات الدينية لتثبت أن الخطاب الديني القائم على التأمل العميق ما زال قادرًا على ملامسة الوجدان، وتحريك القلوب نحو العودة إلى الله بثقة ويقين.
