في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأهمية نشر التوعية الفكرية بين الشباب، نظمت اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية اللقاء الأول من فعاليات الأسبوع الدعوي السادس تحت عنوان “الوعي الفكري والشباب – تحديات وآمال”، وذلك بكلية العلوم بجامعة الأزهر بالقاهرة.
الدين وبناء الوعي.. أسس نهضة الفرد والمجتمع
حملت الجلسة الافتتاحية عنوان “الدين وبناء الوعي.. أسس نهضة الفرد والمجتمع”، حيث حاضر فيها كل من الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار فضيلة الإمام الأكبر لشؤون الوافدين، والدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العليا لشؤون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.
أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي في كلمتها أن بناء الوعي الفكري للشباب يعتمد بشكل أساسي على الاهتداء بالقرآن الكريم، مستشهدة بقوله تعالى: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ…”، موضحة أن القرآن الكريم وضع قواعد راسخة لحفظ العقول من الانحراف، وحماية الإنسان من الضلال الفكري.
كما شددت الصعيدي على أهمية التوعية المستمرة في هذه المرحلة الحرجة من حياة الشباب، فهم عماد الأمة ومستقبلها، مؤكدة أن فضيلة الإمام الأكبر لا يدخر جهدًا في تقديم الدعم النفسي والفكري لهم، عبر تنظيم الندوات الفكرية والملتقيات التوعوية التي تجمع نخبة من علماء الأزهر الشريف مع الشباب لمناقشة التحديات التي تواجههم.
مفاهيم الوعي وأثرها في الحفاظ على الأوطان
من جانبه، أوضح الدكتور حسن يحيى أهمية تحديد مفهوم الوعي الفكري وصوره الصحيحة، مشيرًا إلى أن الوعي السليم يسهم في بناء مجتمعات قوية تحافظ على الأوطان والمعتقدات والقيم، وتعزز روح الانتماء للوطن، مشددًا على ضرورة أن يكون الشباب مدركين لقضية الوجود والإيمان بالله وما يترتب عليها من التزامات دينية وأخلاقية تعزز أمن الفرد والمجتمع.
وأضاف يحيى أن الوعي لا يقتصر على الجوانب الدينية فقط، بل يمتد ليشمل السنن الكونية ودروس التاريخ، إذ إن استيعاب تلك القضايا يساعد الشباب على فهم الحياة ومعطياتها بوعي سليم، مما يسهم في بناء تصور دقيق عن الواقع يمكنهم من مواجهة التحديات بفاعلية.
كما أشار إلى أهمية القيم والأخلاق في تكوين سلوكيات مسؤولة تصون المجتمعات وتحميها من الانحراف، مؤكدًا أن تزييف الوعي يؤدي إلى تفكك المجتمعات، وضعف الانتماء الديني والوطني، وهو ما يستوجب تكثيف الجهود لنشر الوعي الصحيح بين الأجيال الصاعدة.
الأزهر وتعزيز الوعي.. مسؤولية ورسالة
أكد الدكتور حسن يحيى أن الأزهر الشريف، بكافة قطاعاته، يعمل بشكل مستمر على ترسيخ منظومة الوعي الفكري الصحيح، مستندًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية باعتبارهما الأساس الذي تبنى عليه المعرفة الإنسانية، إلى جانب الاعتماد على العقل والعلوم المكتسبة في بناء منظومة معرفية متكاملة تساعد الشباب على مواجهة الأفكار الهدامة والتحديات الفكرية المختلفة.
وفي ختام اللقاء، شدد يحيى على أن قضية الوعي الفكري هي من أهم القضايا التي يجب أن تشغل عقول الدعاة والمفكرين والمصلحين، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم.
وأكد أن هذه الفعاليات تمثل خطوة ضرورية لتعزيز الوعي بين الشباب، وتسليحهم بالمعرفة الصحيحة التي تضمن لهم مستقبلًا مشرقًا، يسهمون فيه بفاعلية في نهضة أوطانهم.
