مجمع البحوث الإسلامية يناقش انتصار العاشر من رمضان

في إطار جهود الأزهر الشريف لتعزيز الوعي الوطني والتاريخي لدى الشباب، نظمت اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية اللقاء الثاني من فعاليات الأسبوع الدعوي السادس، تحت عنوان «العاشر من رمضان واستشراف المستقبل»، وذلك بكلية التجارة بنين بجامعة الأزهر.
تأتي هذه الفعاليات بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة وكيل الأزهر أ.د. محمد الضويني، وفضيلة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أ.د. محمد الجندي، بهدف تعزيز التوعية الدينية والوطنية لدى طلاب الأزهر الشريف.
مشاركة نخبة من العلماء والمفكرين
شهد اللقاء مشاركة كوكبة من العلماء والمفكرين، حيث حاضر فيه كل من:
أ.د. عباس شومان، وكيل الأزهر السابق ورئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.
د. عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة سابقًا وعضو مجمع البحوث الإسلامية.
د. عادل ممدوح غريب، عميد كلية التجارة بنين.
د. حسن إبراهيم يحيى، الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.
تناول اللقاء عدة محاور رئيسية تتعلق بمعاني الانتصار في العاشر من رمضان، ودور الشباب في بناء المستقبل، وأهمية الوعي التاريخي في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
العاشر من رمضان.. معجزة النصر وبطولة الشعب
استهل د. عباس شومان كلمته بالتأكيد على أن حب الوطن يتطلب الوعي بتاريخه المشرف، والحفاظ على إنجازاته وانتصاراته، مشيرًا إلى أن انتصار العاشر من رمضان (حرب أكتوبر 1973) لم يكن وليد الصدفة، بل كان ثمرة تخطيط دقيق وإعداد قوي استمر لسنوات بعد هزيمة يونيو 1967، مشددًا على أهمية التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب.
وأضاف أن الشعب المصري جسد أروع صور التكاتف والدعم لقواته المسلحة، مما أدى إلى تحقيق النصر واستعادة الكرامة الوطنية، مشددًا على ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية ودعم قرارات القيادة السياسية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن أرض فلسطين عربية مسلمة، ولا يمكن تغيير هذه الحقيقة، كما أن مصر ترفض أي تهجير لأهل غزة.
الشباب.. قاطرة المستقبل وسند الوطن
من جانبه، شدد د. عادل ممدوح غريب على أهمية دور الشباب في صناعة المستقبل، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب من الشباب التسلح بالعلم والمعرفة، والانخراط في مختلف مجالات العمل لدعم تقدم الوطن.
كما أشار إلى أن التكاتف الوطني خلف القيادة السياسية أمر حتمي في ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية، مشددًا على أن مصر لا تقبل التهديدات، ولديها القدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
إعداد القوة.. ضرورة لتحقيق الاستقرار
أما د. عبد الفتاح العواري، فقد تحدث عن أهمية إعداد القوة كضرورة للحفاظ على الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن الدفاع عن الأوطان واجب شرعي، وأن تحقيق النصر يتطلب الأخذ بكل مقومات القوة من علم وإرادة وعزيمة. وأضاف أن الشباب هم أمل الأمة ومستقبلها، ولابد من تهيئتهم فكريًا ومعنويًا لمواجهة التحديات الراهنة.
الوعي التاريخي.. سلاح لمواجهة التزييف
وفي سياق متصل، أوضح د. حسن يحيى أن الوعي بالتاريخ أحد أهم عناصر بناء الفكر المستنير لدى الشباب، لكنه يواجه تحديات كبيرة، أبرزها تزييف التاريخ وتشويه الرموز الوطنية، فضلًا عن استغلال النزاعات الطائفية والمذهبية لإضعاف وحدة الأمة. وأكد أن نشر المعرفة الحقيقية بالتاريخ، وتعزيز الانتماء الوطني، هما السبيل لمواجهة هذه التحديات الفكرية التي تستهدف وعي الأجيال الجديدة.
رسالة للأجيال القادمة
اختُتم اللقاء برسالة واضحة موجهة إلى الطلاب، مفادها أن الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء المستقبل، وأن مسؤوليتهم لا تقتصر على التقدم العلمي فحسب، بل تمتد إلى تعزيز الانتماء الوطني والدفاع عن القيم والثوابت.
كما شدد المشاركون على أهمية الوعي بالتاريخ، والاستفادة من دروس الماضي لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا للأمة الإسلامية والعربية.
يُذكر أن الأسبوع الدعوي السادس الذي ينظمه مجمع البحوث الإسلامية يشمل سلسلة من الندوات والمحاضرات التي تُعقد بكليات جامعة الأزهر، بهدف تعزيز الوعي الديني والوطني لدى الشباب، وربطهم بالقضايا المعاصرة من منظور علمي وديني متكامل.