“ماذا بينك وبين الله؟”.. وفاة مؤثرة لإمام مسجد بعد الصلاة في سوهاج
إمام مسجد الفتح بجرجا يغادر الدنيا بعد أداء الصلاة.. حسن الخاتمة عنوان حياته

وفاة الإمام علاء حسن أبو جنيدي بعد أداء الصلاة في سوهاج.. “ماذا بينك وبين الله؟”
في مشهد مهيب ومؤثر، اختتم الشيخ علاء حسن أبو جنيدي، إمام وخطيب مسجد الفتح بمدينة جرجا في محافظة سوهاج، رحلته في الحياة بعد أداء صلاة العشاء والتراويح، حيث أسلم روحه إلى بارئها أمام المسجد الذي شهد سنوات عطائه وتفانيه في خدمة الدين وتعليم الناس.
لحظات الوداع الأخيرة
بعد أن أنهى الإمام صلاته بالناس وأمَّهم في صلاة العشاء والتراويح، خرج من المسجد ليجلس قليلاً أمامه، بالقرب من رصيف سكة الحديد في مدينة جرجا. لم يكن يعلم أحد أن هذه اللحظات ستكون آخر ما يشهده في هذه الدنيا، إذ شعر بالتعب وأصيب بإرهاق مفاجئ، ليغمض عينيه ويستسلم للقاء ربه في هدوء وسكينة، وسط ذهول المصلين وأهل المنطقة الذين اعتادوا رؤيته إمامًا وناصحًا لهم.
سيرة عطرة.. وحياة ملؤها الخير
الشيخ علاء حسن أبو جنيدي كان من العلماء الأفاضل وحافظًا لكتاب الله، لم يدخر جهدًا في تعليم الناس أمور دينهم وإرشادهم للطريق المستقيم. عرف بخلقه الطيب وصوته الهادئ في تلاوة القرآن، وكان مثالًا يُحتذى به في الورع والتقوى.
لم يكن مجرد إمام مسجد، بل كان معلمًا ومرشدًا، يحرص على تقديم الدروس الدينية والخطب الوعظية التي تلمس القلوب، وكان دائم الحضور بين الناس في أفراحهم وأتراحهم، مشاركًا لهم كل تفاصيل حياتهم، مما جعله محبوبًا من الجميع.
رحيل في لحظة طاعة.. حسن الخاتمة
“ماذا بينك وبين الله؟” سؤال طرحه كثيرون بعد انتشار خبر وفاة الإمام، فليس كل شخص يرزقه الله حسن الخاتمة بهذه الطريقة المباركة. أن يلقى الإنسان ربه بعد أداء الصلاة وفي بيت من بيوت الله، فذلك بلا شك علامة على القبول وحسن العمل.
مشهد وفاته كان مهيبًا، فقد هرع المصلون وأهل المنطقة إليه فور رؤيته جالسًا بلا حراك أمام المسجد، ليجدوه قد فارق الحياة، وكأن الله قد اختاره في لحظة طاعة وراحة قلبية، بعد أن أدى رسالته على أكمل وجه.

إمام مسجد الفتح جرجا
حزن واسع ودعوات بالرحمة
سادت حالة من الحزن والأسى بين أهل جرجا بعد رحيل الشيخ علاء حسن أبو جنيدي، حيث عبّر الكثيرون عن صدمتهم لفقدان عالم وإمام كان نورًا وهدىً لهم. تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصة نعي ودعاء له، حيث كتب الكثيرون عن مآثره وسيرته الطيبة، داعين الله أن يسكنه فسيح جناته.
وقال أحد المصلين ممن اعتادوا الصلاة خلفه:
“كان شيخًا خلوقًا، صوته يبعث الطمأنينة، وكلماته تملأ القلب إيمانًا. نسأل الله أن يتقبله في الصالحين ويجزيه عنّا خير الجزاء.”
موعد الجنازة والتشييع
من المتوقع أن يُشيّع جثمان الشيخ علاء حسن أبو جنيدي في جنازة حاشدة، يشارك فيها المصلون وأهالي جرجا، تقديرًا واحترامًا له ولمكانته في قلوبهم. ومن المتوقع أن تقام صلاة الجنازة عليه في المسجد الذي كان يؤم فيه الناس، ليكون وداعه الأخير في المكان الذي شهد أعظم لحظاته الروحانية.
وداعًا للشيخ علاء حسن أبو جنيدي
رحل الشيخ علاء حسن أبو جنيدي، لكنه ترك إرثًا خالدًا من العلم والذكر الطيب، وسيرة عطرة ستظل محفورة في قلوب محبيه. نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه من علم وعمل صالح.