إكرام اليتيم وإطعام المسكين.. ركيزتان لاستقرار المجتمعات

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن إكرام اليتيم والعناية بالمساكين من أعظم القيم التي أرساها الإسلام، مشددًا على أن المجتمعات التي تهمل هذه المبادئ تواجه الانهيار والزوال، حتى لو بلغت أعلى درجات التقدم المادي.
وأوضح الهدهد، خلال حلقة برنامج “ولا تفسدوا” المذاع على قناة الناس، أن القرآن الكريم أشار بوضوح إلى أن قهر اليتيم وترك المحتاجين دون مساعدة من أسباب هلاك الأمم، مستشهدًا بقوله تعالى:
“فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ” (الماعون: 2-3).
وأشار إلى أن الآية تربط بين التكذيب بالدين وإهمال الضعفاء والمحتاجين، موضحًا أن عدم تشجيع الآخرين على إطعام الفقراء يُعد صورة من صور الفساد في الأرض، وهو ما يؤدي إلى اختلال التوازن الاجتماعي وغياب العدالة.
الإنفاق سبب في البركة وزيادة الرزق
وأضاف الهدهد أن الإنفاق على المحتاجين لا يُنقص المال، بل يجلب البركة والزيادة، حيث جعل الإسلام الصدقة والتكافل الاجتماعي وسيلة لتطهير الأموال وزيادة الخير، مستدلًا بقوله تعالى:
“خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا” (التوبة: 103).
وأكد أن العطاء والإحسان ليسا مجرد أعمال تطوعية، بل هما من أساسيات استقرار المجتمعات، مشددًا على أن الرحمة والتكافل الاجتماعي من أسباب نهضة الأمم واستمرار حضاراتها، بينما يؤدي الظلم والإهمال إلى تفككها وزوالها.
رسالة إلى المجتمع: احفظوا حقوق الضعفاء
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور إبراهيم الهدهد إلى ضرورة إحياء قيم التكافل الاجتماعي، وحثّ الأفراد على رعاية الأيتام والمساكين، مشددًا على أن المجتمع الذي يكرم الضعفاء هو مجتمع قوي ومستقر، بينما يؤدي الظلم والتقصير إلى انهياره.