أكدت دار الإفتاء المصرية جواز إعطاء زكاة الفطر للأخ الشقيق المحتاج، مشيرة إلى أن ذلك لا يتعارض مع الأحكام الشرعية، بل يُعدّ من صلة الرحم التي يحث عليها الإسلام، والتي يُؤجر المسلم على القيام بها. وأوضحت الدار أن الزكاة تجوز للأقارب المحتاجين، باستثناء الوالدين، إذ يكون الأبناء مكلفين بالإنفاق عليهما وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
فتوى دار الإفتاء بشأن زكاة الفطر للأخ المحتاج
في هذا السياق، أوضح الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى ومدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أن إخراج زكاة الفطر للأخ الذي يعاني من ضيق العيش يدخل في إطار المساعدة المشروعة، ويحقق مقصدي الزكاة وصلة الرحم في آن واحد.
وأضاف أن إعطاء الزكاة للأخ المحتاج لا يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية، بل يحقق التكافل الاجتماعي الذي تسعى إليه الزكاة.
وفي المقابل، أوضح بعض العلماء أنه إذا كان الأخ يعيش تحت رعاية والده ويتمتع بكفايته المعيشية، فلا يجوز إعطاؤه من زكاة الفطر، حيث إنه لا يدخل ضمن مصارف الزكاة الشرعية.
أما إذا كانت نفقته غير كافية أو كان يعاني من ضائقة مالية، فإنه يجوز له الأخذ من زكاة الفطر باعتباره من المستحقين لها وفقًا لأحكام الشريعة.
أحكام زكاة الفطر وشروط وجوبها
زكاة الفطر فريضة على كل مسلم قادر، تُؤدى قبل صلاة عيد الفطر، وتهدف إلى تطهير الصائم من اللغو والرفث، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي من خلال إغناء الفقراء والمحتاجين عن السؤال في يوم العيد.
وتجب الزكاة على المسلم الذي يمتلك ما يفيض عن حاجته الأساسية وحاجة من يعول في ليلة العيد ويومه، وفقًا للضوابط الشرعية.
شروط وجوب زكاة الفطر
وضعت الشريعة الإسلامية عدة شروط يجب توافرها في الشخص المكلف بإخراج زكاة الفطر، وهي:
1. أن يكون لديه ما يفيض عن حاجته وحاجة من يعول ليلة العيد ويومه.
2. ألا يكون عليه دين مستحق الدفع يؤثر على قدرته على إخراج الزكاة.
3. امتلاك ثياب ومسكن ملائم له ولمن يعوله، ولو كان مستأجرًا بشرط ألا يكون مدينًا بأجرة السكن.
4. امتلاك ما يكفي لنفقته الأساسية، بما في ذلك الحاجة إلى خادم إن كان بحاجة إليه.
من تجب عليهم زكاة الفطر؟
وفقًا للفقه الإسلامي، فإن المسلم الذي تجب عليه زكاة الفطر يكون مسؤولًا أيضًا عن إخراجها عمن هم في نفقته، وهم:
1. زوجته المستحقة للنفقة: حيث يجب على الزوج إخراج زكاة الفطر عن زوجته، سواء كانت في عصمته أو مطلقة طلاقًا رجعيًا أو حتى بائنًا إذا كانت حاملًا، نظرًا لاستمرار وجوب نفقتها عليه.
2. أبناؤه غير القادرين على الكسب: يجب على الأب إخراج زكاة الفطر عن أولاده المعسرين الذين لا يملكون القدرة على الكسب.
3. والداه المعسران: حتى لو كان الوالد قادرًا على الكسب، فإن الابن مطالب بالإنفاق عليه وفقًا لما يليق بكرامته، ومن ثم يُخرج عنه زكاة الفطر.
زكاة الفطر والتكافل الاجتماعي
تُعتبر زكاة الفطر من أهم أدوات التكافل الاجتماعي في الإسلام، حيث تضمن تحقيق المساواة بين المسلمين، وتمكين الفقراء والمحتاجين من قضاء يوم العيد دون حاجة أو مذلة.
كما أن تخصيصها للأقارب المحتاجين يعزز من روح التعاون والتراحم داخل الأسرة، وهو ما يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى تقوية الروابط الأسرية والمجتمعية.
تؤكد دار الإفتاء أن إعطاء زكاة الفطر للأخ المحتاج هو أمر مشروع، ويُحقق الأهداف السامية للزكاة، سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية، طالما كان الأخ بحاجة فعلية إليها ولم يكن معتمدًا بشكل كامل على والديه في نفقته.
