نماذج مضيئة من علماء الأزهر بمركز منفلوط منذ مائة عام.. الشيخ علي أحمد الحندوي والشيخ عبدالعزيز الغزولي
كتب- محمد أحمد طه
من مقالات الكاتب الصحفي احمد طه الفرغلي رحمه الله المؤرخ والأديب وشيخ الصحفيين لما قدمه من مقالات دينية وصوفية والذي تم نشرها. علي مدار سنوات طويلة بجريدة اليوم
اشتهر مركز منفلوط, بأنه قد أنجب العديد من العلماء الإجلاء , الذين كان لهم باع طويل في الدعوة إلى الله, وإثراءها بما قدموه من علم تيسم بالوسطية, وقد كان لقرية بني عديات نصيب وافر وكبير , في أنها قدمت مئات العلماء الإجلاء, وما زالت تقدم حتى الآن , والذيبن ما زالت ذكراهم العاطرة , وأعمالهم المجيدة , وتاريخهم المشرف وعطاؤهم الغير محدود, موضع الفخر والتقدير والإعجاب.
وقد سطر التاريخ بأحرف من نور , ليكون حافز لشباب هذه الامة , أن يقلبوا صفحاته ليتخذوا منه القدوة , والأسوة الحسنة , وصدق الله العظيم إذ يقول (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب) . فلن ينسي التاريخ الشيخ العالم المجاهد الثائر , الزعيم أحمد الدرديري شيخ المالكية , والشيخ أحمد حسنيين مخلوف , وكيل الأزهر , والشيخ حسنين محمد مخلوف , المفتش الأسبق , وصاحب التاريخ الحافل بالمواقف العظيمةاللاسلام والمسلمين, والشيخ إسماعيل صادق العدوي , العالم الحجة الغيور على دينه الجريء في الحق.
وغيرهم من العلماء الأفاضل الإجلاء , الذين رفعو لواء الدعوة الإسلامية عاليا, خفاقا في سماء المجد والعزة والكرامة والحق والصدق والجرأة .
واليوم نتعرض لبعض علماء الازهر , ممن حملوا لواء الدعوة والجهاد , في سبيل نشر العلم الإسلامي من بعض قري مركز منفلوط, وهم .
الشيخ علي أحمد الحندوي المولود بقرية الحواتكة خريج عان 1916 , ومن قرية الحواتكة الشيخ علي أحمد أحمد (الحندوي) المولود بقرية الحواتكة والحاصل علي الشهادة الأهلية من شيخ الجامع الأزهر الشريف, والتي تتيح له حق التمتع , بما تخوله له القوانين والاوامر المتبعة (منذ حوالي مائة عام) حيث حصل علي هذه الشهادة في 30 ذي القعدة 1334_ الموافق 28 سبتمبر 1916 , بموجب الشهادة الصادرة من الجامع الأزهر الشريف . وقد تعين الشيخ علي أحمد أحمد الحندوي , إماماً لعدة مساجد , منها مسجد الإمام القطب بمنفلوط ومسجد الثريات بالحواتكة , وكان بحق إماما وقدوة للمساكين , في طريق الرشد والرشاد , وكان من الأئمة الملازمين للمساجد طوال الوقت , يقدمون العلم الإسلامي للمسلمين , وكانت الإمامه لديه , ليست وظيفة ولكنها رسالة ودعوة إلي الله .. مؤمن بأن للمسجد رسالة إجتماعية , توجب المشاركة في كافة أمور الناس أجمعين . ويروي عنه أنه كان يؤدي كافة الأوقات ولا يعرف شيئا اسمه (الراحة من وقت بعيد) فكان عاكفا بالمسجد ملازما له , بل وكان يحسب أوقات الراحة المقررة , والتي كان لا يقوم بها , ويتصدق به للفقراء والمساكين . ويروي عنه أيضا أن أحد الوجهاء والاعيان , قد دعاه لإفطار المغرب في أحد الأيام , فاعتذر له قائلا أنه في مقدوره الإفطار , وأن الاولي والأجدر أن يكون هذا الإفطار للفقراء والمساكين, علما بأن هذا الوجيه كان له باع طويل في أوجه الخير , ومساعدة الفقراء , ولكنه طلب منه ذلك زيادة في الخير واتساعه للفقراء والمساكين .
وظل العطاء متواصلا , لخدمة الدعوة الإسلامية والمساجد حتي توفاه الله عام 1960
والجدير بالذكر ان الشيخ رحمه الله كان محب للازهر حتى انه الحق ابنه المرحوم الشيخ رشدي علي احمد بالازهر وتوفي في العام الذي كان مقررله الحصول علي الشهادة العالمية
2_حضرة الشيخ عبدالعزيز الغزوزلي عثمان الحنفي من قرية بني شعران , وقد حصل علي شهادة العالمية وفقا لما قرره المجلس الاعلي للأزهر بجلسته المنعقدة في أول صفر سنة 1370هـ الموافق 11 نوفمبر 1950م, والذي رفعه للملك فاروق والذي أمر بإصدار البراءة الملكية , بمعني الشهادة العالمية , مع حقوقها التي تخولها الحقوق والاوامر المتبعة والدعاء له بأن ينفع الله الناس بعلمه , ويوفقه لما فيه الخير .
وقد صدرت له هذه الشهادة من الملك فاروق , في اليوم التاسع من شهر رمضان سنة 1370 من هجرة خاتم المرسلين , والموقعة من رئيس ديوان جلالة الملك , وققد عمل بالوعظ والإرشاد بمحافظة المنيا , ثم استقر به المقام بوظيفة كبير مفتشي الوعظ بمحافظة سوهاج وكان له نشاط واضح وملحوظ في مجال الدعوة الإسلامية , والمصالحات والأنشطة الإجتماعية والثقافية , وله أبحاث ومؤلفات عن الشخصيات الإسلامية , وتوفي عام 1980 وكانت جنازته أكبر تكريم لعطائه في مجال الدعوة الإسلامية.
