الاحتلال يحوّل طولكرم إلى ساحة حرب: تفجير المساجد وتهجير الآلاف وسط تصعيد دموي

واصلت قوات الاحتلال، اليوم السبت، عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الـ48 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ35، حيث فجّرت بوابة أحد المساجد في المخيم، وأجبرت عشرات العائلات على مغادرة منازلها تحت التهديد، في تصعيد خطير للأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وأفادت اللجنة الإعلامية في طولكرم أن عدد النازحين من مخيمي نور شمس وطولكرم تجاوز 24 ألف شخص، وسط عمليات إخلاء قسرية متواصلة لمزيد من المنازل والأحياء، ما دفع العائلات إلى اللجوء إلى مراكز الإيواء وبلدات المدينة.
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم، سُمع دوي انفجارات عنيفة في محيط الأحراش بمخيم نور شمس، تزامنًا مع انتشار مكثف لقوات الاحتلال، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الموقع، ما أدى إلى تحطم زجاج المركبات ونوافذ المنازل في المنطقة. كما أطلقت قوات الاحتلال النار على سيارة إسعاف أثناء محاولتها إخلاء مريض من المخيم.
وتواصل قوات الاحتلال عمليات التهجير القسري في مخيم طولكرم، حيث أجبرت سكان حارة المربعة على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح، واقتحمت حارتي أبو الفول وقاقون، وخلعت أبواب المنازل وعاثت فيها فسادًا، قبل أن تحولها إلى مواقع عسكرية. كما أضرمت النيران في منزل المواطن ياسر مقبل في حارة “المنشية”.
وفي تصعيد خطير، فجرت قوات الاحتلال إحدى بوابات مسجد “النصر” في مخيم نور شمس، ونفذت عمليات تفتيش عنيفة في حارة المحجر وسط إطلاق نار كثيف، فيما اقتحمت منازل في حارة المقاطعة، حيث نكّل الجنود بعدد من الفلسطينيين، واعتدوا بالضرب المبرح على رجل ونجله قبل أن يحتجزوهما لأكثر من 12 ساعة.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المدينة ومخيميها، ونشرت آليات وجرافات ثقيلة حول المباني التي استولت عليها في شارع نابلس، محولةً إياها إلى ثكنات عسكرية. كما أقامت حواجز متنقلة لتشديد القيود على حركة المواطنين.
وأسفر العدوان المتواصل عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، بينما ارتفع عدد النازحين قسرًا إلى أكثر من 12 ألف شخص من مخيم “نور شمس” و12 ألفًا آخرين من مخيم طولكرم، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة مع استمرار الاحتلال في فرض حصاره العسكري على المنطقة.