يواصل قطاع المعاهد الأزهرية في إطار الجهود المستمرة للارتقاء بالمستوى العلمي والمهني لمعلمي القرآن الكريم في المعاهد الأزهرية، تنفيذ سلسلة من البرامج التدريبية الهادفة إلى تنمية مهارات التجويد لدى المعلمين، وذلك في 27 منطقة أزهرية على مستوى الجمهورية.
رعاية كريمة ودعم مستمر من قيادات الأزهر
يأتي هذا المشروع الطموح تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبناءً على توجيهات الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، الذي شدد على أهمية زيادة الاهتمام بتأهيل معلمي القرآن الكريم وتأمين أعلى مستويات الكفاءة المهنية لهم.
وفي هذا السياق، أصدر فضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، تكليفات واضحة بضرورة اتخاذ كل ما يلزم لضمان الإعداد الجيد لمعلمي القرآن الكريم، من خلال تنفيذ برامج تدريبية متكاملة تُعنى بتطوير مهاراتهم في التجويد، تحقيقًا لأهداف الأزهر في نشر وتعليم القرآن الكريم وفق الأصول المتقنة.
فعاليات التدريب تتواصل في رمضان
استمرارًا لهذه الجهود، واصل قطاع المعاهد الأزهرية، اليوم الثلاثاء الثامن عشر من رمضان 1446هـ، الموافق 18 مارس 2025م، تنفيذ فعاليات البرامج التدريبية الخاصة بمعلمي القرآن الكريم في المرحلة الابتدائية.
وقد تم تنظيم هذه الدورات تحت إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد خليفة شرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم، الذي أكد أن هذه البرامج تهدف إلى تحقيق الارتقاء الأمثل بالمستوى العلمي والمهني لمعلمي القرآن الكريم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لنقل علوم التجويد إلى الأجيال القادمة بدقة وإتقان.
إشراف أكاديمي ومشاركة نخبة من علماء القرآن
تتم متابعة وتنفيذ هذه الدورات التدريبية بإشراف دقيق من قبل نخبة من قيادات قطاع المعاهد الأزهرية، وعلى رأسهم الدكتور أبو اليزيد علي سلامة، مدير الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم، والدكتور شريف سميح، مدير إدارة التدريب التربوي.
كما يشارك في تقديم البرامج التدريبية نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، من بينهم:
فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبد المرضى، عميد كلية القرآن الكريم بطنطا.
فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الكريم صالح، رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف.
مجموعة من خبراء علوم القرآن والقراءات بالإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم.
تعزيز الفهم الصحيح والتلاوة المتقنة للقرآن الكريم
يستند هذا البرنامج التدريبي إلى رؤية علمية متكاملة تهدف إلى تأصيل المهارات التجويدية لدى المعلمين، انطلاقًا من منهجية الأزهر الشريف القائمة على الجمع بين التلقين الصحيح والتدريب العملي المستمر، وفقًا لما أكده العلماء المتخصصون في علوم التجويد.
ويعتمد البرنامج على تعاليم كبار علماء التجويد، مثل نصر الشيرازي الذي قال: “حسن الأداء فرض في القراءة، ويجب على القارئ أن يتلو القرآن حق تلاوته”، وابن الجزري الذي أشار إلى أن الأمة الإسلامية مكلفة ليس فقط بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، بل أيضًا بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة والمتصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
يؤكد قطاع المعاهد الأزهرية التزامه المستمر بتطوير العملية التعليمية في المعاهد الأزهرية، خاصة فيما يتعلق بتدريب وتأهيل معلمي القرآن الكريم، حيث تهدف هذه البرامج التدريبية إلى خلق جيل جديد من المعلمين المتقنين لأحكام التجويد، القادرين على نقل هذا العلم الشريف إلى الطلاب بأسلوب علمي ومنهجي.
ويُتوقع أن تستمر هذه البرامج في التوسع خلال الفترة المقبلة، بما يضمن تحقيق رؤية الأزهر الشريف في إعداد كوادر تعليمية على أعلى مستوى من التميز، خدمةً لكتاب الله وحفاظًا على أمانة نقله إلى الأجيال القادمة بالصورة الصحيحة التي تلقاها العلماء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
