منفلوط وعائلاتها فى المراجع التاريخية.. أسباب التسمية ومعناها
الأسر التي نشات بمنفلوط جمال الدين وأبو بكر غلبون والطرزي والمنفلوطي

اعده للنشر محمد احمد طه
ومازلنا ننشر من مقالات الكاتب الصحفي احمد طه الفرغلي رحمه الله المؤرخ والاديب وشيخ الصحفيين لما قدمه من مقالات دينية وصوفية والتي تم نشرها علي ندار سنوات طويله في العديد من الصحف والمواقع ومن اهمها جريدة اليوم والتي شارك في تاسيسها وشهدت صفحتها اعظم ماقدم شيخ الصحفيين
. يقول على باشا فى الخطط التوفيقية عن مدينة
منفلوط … فى الجزء الخامس عشر من صفحة 94 وحتى صفحة 1ب تسمية منفلوط ومعناها 01
. ( منفلوط ) مدينة بالصعيد الأوسط واقعة على الشط الغربى للنيل فى شمال أسيوط بنحو نصف مرحلة وفى
جنوب ملوى بأكثر من نصف مرحلة
وفى كتب الفرنساوية انها كانت قديمآ تسمي منبالوط وهي كلمة قبطية معناها محط الفراء أى الحمر الوحشية وانها كانت ذات أبنية فاخرة عظيمة العمد وكان بها هيكل عظيم بقرب النيل قالوا وتلالها مع آثار هيكلها باقية إلى الآن وطالما استخرج الناس منها رصاصآ وشخوصآ من الذهب والفضة على أحد وجهيها صور بعض الملوك وعلى الآخر خطوط هيروجليقية.
وفى بعض التواريخ انها كانت فى زمن المماليك رأس مدبرية وقال ابو الغداء ان منفلوط مدينة صغيرة من الأقاليم الوسطى فى غرب النيل بالقرب منه وبها جامع.
وقال ابن جبير فى رحلته فى آخر القرن السادس ان منفلوط كانت يومئذ ذات اسواق فيها سائر ما يحتاج إليه وفى نهاية من الطيب ليس فى الصعيد مثلها وقمحها يجلب إلى مصر لطيبه ورزانة حبة.
قد اشتهر عندهم بذلك فالتجار يصعدون فى المراكب لاستجلابه وقبل الوصول إليها فى مجريها جبل يعرف بجبل المقلة بالشط الشرقى من النيل مباشرآ للصاعد فيه وهو نصف الطريق إلى قوص من مصر إليه ثلاث عشر بريدآ ومنه إلى قوص مثلها والظاهر انه هو الجبل المعروف الآن بجبل ابى فودة وهو مستطيل محدوب على النيل يحصل منه للمراكب الهول ولا يمرون تحته ليلآ.
وقال خليل الظاهرى ان هذه المدينة كانت تصنع فيها النيدة موهى طعام كالخبيصته يتخذ من القمح
وفى كتب الفرنساوية أيضآ انها كانت مركز للتجارة السودانية التى تجلبها القوافل الواردة من دافور ونحوها فتنزل على بنى عدى فيبعون كثيرآ من أشيائهم وكان الناس يتلقونهم هناك ثم ينقلون البقية إلى أهل هذه المدينة ومدينة أسيوط.
ولما تغيرت طريق القوافل عند تلك الجهة فلت المتاجر من هذه المدينة فلا يصل إليها منها الا ما يشتريه أهل البلد فيما يخصهم ويقال ان التمساح كان يظهر عندها فيرى قبيل الظهر فى جزائر الرمل التى وسط البحر وربما اجتمع بها خمسة تماسيح او ستة وعادة التمساح ان لا يبعد عن النيل وضرره فى البر قليل وكذلك فى الماء الغزير لان ذنبه الذى يضرب به يستعمله فى العوم وانما قوة أذاه وثورته تكون حال قربه من البر وفى الماء القليل.
ويضيف على باشا مبارك فى ” خطط التوفيقية ” قائلآ : وأخبرنى السيد / على ابو النصر أشهر علمائها .. أن منفلوط كانت على عدة كفور صغار متقاربة جدآ مسكونة بالاقباط وفى وسطها دير قديم كان يعرف بدير الغرباء فوضع المسلمون ايديهم عليه وبنوه مسجدآ عظيمآ جدآ يشتمل على نحو ثمانين عمودآ واشتهر * بالجامع الكبير * واستمر عامرآ مقام الشعائر إلى سنة ثمان وستين ومائتين والف وكان به ضريح يقال له ضريح الشيخ / محمد & وبجواره ضريح الشيخ / سراج الدين القاضي مواهب وأولاده الأربعة .. وقد جعل اولاده كل واحد فى مذهب من الأربعة ثم لما كثر المسلمون فيها كثر الدور والمساجد والزوايا والوكائل والحوانيت والأسواق واتصلت الكفور بعضها ببعض وتغيرت اوضاعها وشوارعها من حالة القري إلى حالة المدن وكان فى وسط أحدى وكائلها مسجد جامع.
وفى القرن السابع بنى فى وسطها حمام كبير يشتمل على ثلاثة مغاطس وثلاث حنفيات وثلاثة حيفيان وفرش بالرخام المنقوش فى أحسن منظر واستمر مستعملآ حتى أكله النيل فى سنة اثنتين وخمسين ومائتين والف وكان بينها وبين البحر مقبرة عظيمة تشتمل على مساجد وعدة أضرحة وكان حواليها عدة جنائن وبساتين جارية فى ملك أعيانها إذ كانوا من أرباب الثروة والالتزام فمنهم من كان له بلد ومنهم من كان له بلدان فاكثر ويقال انهم كانوا لفراغهم وجدتهم منكبين على لعب الشطرنج ليلآ وينامون نهارا وانه كان فيها اثنا عشر تختآ للشطرنج كل ليلة فى البيوت المعتادة للسهر واجتماع الناس وقد عظم امرها جدآ حتى كانت فى ولاية الغز اشهر ولاية تتبعها تسع وتسعون قرية قضائها وخطباؤها نواب عند قاضى ولايتها المقيم بها وصارت بها محكمة مأذونة بتحرير الحجج وسماع الدعاوى فيما عدا عقد بيع الاطيان وأمر اليتيم والغائب والاوقاف ومثلها محاكم مديريتها غير محكمة مركز المديرية فانها تحكم فى جميع ذلك وتسمع دعاوى الغير أيضآ ولكن عقد بيع الأطيان لا يكون الا أمام المدير أو وكيله على حسب المنشور الصادر.
وفى المديرية ثلاث عشرة محكمة هذه والمحكمة الكبرى بسيوط ومحكمة سنبو والاشموين وابى تيج ونيابة ديروط الشريف ومحكمة ملوى ودير عائد وساحل سيلين والواسطة والمعصرة والواحات الداخلة والواحات الخارجة .. ثم ان منفلوط فى سنة ثلاثين ومائتين والف أخذ البحر فى التسلط على جهتها الشرقية فكان كل عام يزيل جزءآ حتى أزال معظمها وكانت بساتينها ودورها الكبيرة ومساجدها العظيمة فى هذه الجهة يأكلها واستمر تسلطه عليها إلى سنة ثمانين ثم تحول عنها شيئآ فشيئآ وتجددت هناك جزيرة تزداد فى كل عام حتى بلغت الآن نحو خمسائة فدان صالحة للزرع استحق ثلثيها اهل قرية الحواتكة الواقعة قبلى منفلوط بنحو ساعة وثلثيها لأهل قرية جمريس وهى قرية صغيرة فى جنوب منفلوط بنحو خمس دقائق وسبب اختصاص القريتين بها دون أهل منفلوط اتصالها بجزيرتها القديمة المنقسمة بينهما أثلاثآ كما هو مقتضى الاصول الجارى بها العمل فى جزائر صعيد مصر وفى أثناء مدة الخمسين سنة التى تسلط فيها النيل عليها اخذ أهلها فى تجديد أبنية بدلآ عما ضاع منهم على حسب الضرورى فجددوا فى جهتها الغربية بساتين ومساكن ومساجد وزوايا لا تساوى ما ضاع منهم بل لا تقاربه وقد بنوا فى وسطهاةمسجد بدلآ من المسجد الذى كان قبله فى وسطها فأكله البحر ثانيا.
وتعدد ذلك وهى الأن رأي قسم من مديرية سيوط تشتمل علي ما يزيد عن عشرة الأف نفس اكثرهم مسلمون وبها سبعة مساجد جامته ونحو عشرة زوايا وكنيسة للنصارى وجملة أضرحة وست وكائل ونحو مائتى حانوت وعصارتان لقصب السكر ومعصرة للزيوت ونحو الخمسين طاحونة تديرها البهائم وثلاثة مخابز ومعمل فراريج بجوارها من الجهة الغربية محطة للسكة الحديد فى أحسن وضع وزمام أطيانها أربعة الاف وخمسائة فدان تقريبآ ويعمل بها كل سنة عدة موالد لاصحاب الأضرحة التى بها.
وتحت عنوان قلب الصعيد منفلوط …
نشرت جريدة الأهرام بعددها الصادر في 2/1/1951 هذا المقال : لما كانت منفلوط في حساب المسافات والزمن هي نقطة الوسط بين بلاد الوجه القبلي فقد لقبها كثيرون من المؤرخين ومن ألفوا في علم تقويم البلدان بلقب ( قلب الصعيد ) والحق أن موقعها منه موقع القلب من الجسد والقلب مركز الاحساس ومستودع العاطفة وآية الحياة.
كانت منفلوط هي مقر الحكم في الأقاليم المحيطة بها قبل أنشاء مدينة أسيوط وإذا علمت أن أسيوط من أكبر عواصم مصر سنا وأقدامها مجدا أدركت عظمة المدينة التي سبقها إلي الوجود وإلي الحضارة واعني بها منفلوط.
وجاء في الخطط التوفيقية أن منفلوط كانت مدينة زاهرة في العصر الفرعوني تطل علي النيل من شاطئه الغربي ولكنها كانت تسمي وقتذاك ( منبالوط ) فتحرف اسمها حتي سميت منفلوط، وقد اتسعت اتساعا كبيرا في العهد المسيحي ثم ازدهرت في العصر الاسلامي ازدهارا علميا وكان من أهلها كثير من علماء المسلمين.
وكانت في عهد المماليك عاصمة الولاية المنفلوطية التي كانت تشمل مناطق متسعة من أقاليم الصعيد وكانت عامرة التجارة تصل إليها قوافل الأبل تحمل البضائع من الأقاليم الجنوبية ومن الواحات الداخلة والخارجة وحين كان السفر إلي الأقطار الحجازية بطريق الصعيد كانت منفلوط محطة رئيسية يستريح فيها المحمل والحجاج في طريقهم إلي قنا ثم القصير.
وقد اختصها محمد علي الكبير بجانب من عنايته فاستورد أنواعا من أشجار الدوم وزرعه في منطقتها وليس الآن من أثر لهذه الأشجار.
وتفتخر منفلوط في عصرها الحديث أنها انبتت السيد / مصطفي لطفي المنفلوطي وهو من أشرقت رسالته الأبدية وسيبقى أثره جيلا بعد جيل.
وكانت مقر لأمارة الأمير / علي كاشف حاكمها ومن بعده آل جمال الدين يتوارثون الأمارة سنين طوالا وهم من أعرق أسر الصعيد وكان نفوذهم يمتد إلي ما حول منفلوط من ولايات .
جاء في جريدة منبر الشرق بالعدد رقم 375 والصادر في 13 أبريل 1956 بصفحة الأقاليم بقلم الكاتب المرحوم الشيخ محمد بن أحمد الوزانى تحت عنوان :
( منفلوط بلد أثري جميل )
منفلوط مدينة أثرية قديمة وصفها الرحالة ابن بطوطة سنة 725 ه بأنها مدينة حسن رواؤها مؤنق بناؤها علي ضفة النيل الغربي شهيرة البركة .
وقد ساق هذه القصة فقال :
أخبرني أهل هذه المدينة أن الملك الناصر رحمه الله أمر بعمل منبر عظيم محكم الصنعة بديع الانشاء برسم المسجد الحرام زاده الله شرفا وتعظيما ولما تم عمله أمران يصعد به في النيل فلما وصل المركب الذي يقله إلي منفلوط وحاذي مسجدها الجامع وقف وامتنع عن الجري مع مساعدة الريح فعجب الناس من شأنه وأقاموا أياما لا نهض بهم المركب فكتبوا يخبروا الملك فأمر أن يجعل هذا المنبر بجامع مدينة منفلوط ففعلوا ذلك .
ولقد كانت منفلوط علي ضفة النيل الغربي فاكتسحها النيل سنة 1370 هـ ثم أنشئت حديثا علي ما هي عليه الآن فهي مهد الشرف والعلم .
وقد كان لجوها المعتدل تأثير عظيم في نضج العقول وخصب العاطفة حتى كان من أهلها الأفذاذ في مختلف الميادين فمنها الأمام أحمد بن محمد بن أبي بكر الذي ولد سنة 181 هـ وقد حدث هذا عن أبي زرعة العراقي .
ومنها أيضا الشريف اسكندر المتوفى سنة 872 هـ
ابن محمد بن حزير المقري الراوي ابن سيدي العارف بالله أبو القاسم الطهطاوي التلمسانى .
ومن علماء الصوفية الأمام تقي الدين محمد بن وهب الملقب بابن رفيق العيد المنفلوطي المالكي، ومنها السيد مصطفي لطفي المنفلوطي صاحب العبرات والنظرات والشاعر المشهور السيد علي أبو النصر.
وتحت عنوان ( تاريخ منفلوط في سطور ) جاء بكتاب مصطفي لطفي المنفلوطي تأليف الأستاذ / محمد شلبي طبعة 1962 – جاء الآتي :
مدينة منفلوط مدينة أثرية قديمة وصفها ابن جبير في رحلته إلي المشرق صفحة 30 قال :
ومن المواضع التي اجتزنا عليها في الصعيد بعد جبل المقلة بمنفلوط بمقربة من الشط الغربي وفي اليوم الذي مر فيه ابن جبير أثناء رحلته يوم الاثنين 14 محرم 589 هـ في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي .
– وقد ذكرها ابن أياس في كتابه ( بدائع الزهور في وقائع الدهور ) سنة 930 هـ في معرض الولايات ومن كان يحكمها منذ خمسة قرون وتولي رئاسة ولايتها الأمير جانم وكان أميرا للحج وله مسجد باسمه في منفلوط .
– يقال أن منفلوط كان اسمها ( منبالوط ) أي مقر حمر الوحش وقد ذكرها الأمير عمر طوسون في كتابه ( مالية مصر من عهد الفراعنة إلي الآن ) وقال : أن منفلوط مديرية ورغم قلة عدد النواحي التي كانت تتبعها إلا أنها ظلت محتفظة بلقبها كمديرية منفلوط ونجد أن نواحي مديرية منفلوط عددها 5 وأسيوط 13 والجيزة 154 ناحية .
– ويوجد بالمتحف الزراعي بالدقي في الدور الأول منه علي يمين الداخل خريطة جغرافية عملت بمعرفة الرحالة صموئيل دن وهذه الخريطة تاريخها 1769 ميلادية وتبين منها أن مصر كانت تحتوى علي عدة ولايات أدارية والولاية الجنوبية منها تبدأ من ملوي شمالا حتى أسوان جنوبا وكانت هذه الولاية تدعي الولاية المنفلوطية وعاصمتها منفلوط لذا فحتى الآن ورغم مرور سنوات طويلة تزيد عن 170 عاما لازالت تسمي مدينة منفلوط مما يدل علي عظيم شأنها من قديم الزمان .. وقد ذكرها علي باشا مبارك في خططه التوفيقية .
– وكانت منفلوط علي ضفة النيل الغربي فاكتسحها النيل سنة 1270 ثم أنشئت حديثا علي ما هي عليه الآن .
– وقد مد الخط الحديدي أمامها
– عرفت منفلوط التمثيل المحلي منذ أكثر من ( 104 ) عام إذا أنشئ أول مجلس محلى سنة 1889 وظل هذا المجلس الممارس عمله حتى 1911 وقد تم إدخال المياه النقية في منفلوط منذ أكثر من مائة عام وكذلك أدخلت الكهرباء عام 1924 .
كان يمثل منفلوط في عهد محمد علي في مجلس المشورة حسين أغا مأمور المركز في ذلك الوقت .
وكان يمثل مدينة منفلوط في مجلس شوري القوانين صالح بك جمال الدين .. ومحمد باشا محفوظ في الجمعية التشريعية حتى سنة 1913 إلي أن ألغيت هذه الجمعية ثم لما صدر دستور 1923 ظل يمثلها في مجلس الشيوخ المرحوم / محمد الحفني الطرزي إلي أن مثلها الأستاذ محمد رفيق الطرزى .
ومن الشخصيات التي نشأت في منفلوط ابن رفيق العبد سنة 1298 م والسيد / علي أبو النصر شاعر الخديوي توفيق الذي عاصر الأسرة العلوية من محمد علي إلي توفيق.
– وعن منفلوط :
يقول الدكتور يحيي عبد الدايم ( ابن مدينة منفلوط ) وأستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس في ترجمة سيرة الشيخ صلاح الدين القوصى — في نهاية ديوانه الغريق – الجزء الرابع – الطبعة الأولي الصادرة عن غرة محرم 1421 هـ – أبريل 2000 م من صفحة 299 وحتى صفحة 300 …
( تحت عنوان نبذة من سيرة الحياة ) : –
لقد نشأ صاحب الفتوحات الربانية في مدينة منفلوط أحدي عواصم الثقافة الإسلامية علي تتابع العصور الإسلامية وكانت تلك الثقافة تتمثل في هذه المدينة وفي كل من مدينة قوص وأسنا وإدفو وقد ازدهرت هذه العواصم لأنها كانت مراكز يرسو بها الحجاج في كل عام خلال رحلة الحج القادمة من القاهرة لتمر بهذه المدن في طريقها إلي ميناء عيذاب في الصحراء الشرقية ليعبروا منه علي ظهور السفن إلي مدينة ينبع بأرض الحجاز ثم يعودون بالطريق نفسه الذي سلكوه في رحلة الحج ولهذا السبب ولما شهده الصعيد من رخاء وثراء في تلك الحقبة ازدهرت منه مدن كثيرة وكثرت مدارس العلم وشاعت روح التنافس المثمر الخصيب بين العلماء وأشتهر منهم شعراء وكتاب أثروا الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي والإسلامي علي تتابع العصور .
– وقد ذكر كتاب السير والتراجم أسماء الكثيرين من العلماء والأدباء في كتبهم ولعل أشهرهم
( الأدفوي ) الذي ترجم لطائفة عظيمة من أعلام الصعيد وظلت منفلوط مركزا علميا رغم أنتقال طريق الحج إلي السويس وبعد افتتاح قناة السويس وكانت أضواء الثقافة الإسلامية ما تزال ترسل أشعتها في تلك المدينة فكان السيد / علي أبو النصر الذي أشتهر في عصر الخديوي إسماعيل ثم الأديب السيد / مصطفي لطفي المنفلوطي رائد حركة الأحياء وكان منها العارف بالله الشيخ / محمد موسي الشوربجى أحد أقطاب الهداية الربانية منذ أواخر القرن التاسع عشر إلي بداية ثلاثينات القرن العشرين وأحد الشعراء المرموقين في تلك الآونة .
– وتحت عنوان اسم ومعني منفلوط :
نشرت جريدة الأخبار بقلم الأستاذ / بيومي قنديل المقال التالي عن منفلوط …
هذا الاسم يعني في اللغة المصرية القديمة ( موضع جز الخرفان ) ويمكننا تحليله لغويا إلي ما – بالوط أي الموضع تباع جز الخرفان ويشير اميلينو في موسوعته جغرافية مصر التي صدرت في باريس عام 1890 إلي أن الرهبان في تلك الناحية كانوا يتخذون من صوف الأغنام زعبوطا ينامون في ليالي البرد القارص .
وتعد منفلوط من أعرق مدن مصر القديمة التي ظلت باقية لم يلحقها الاندثار ولقد أفاض الرحالة الروماني الشهير ليو أفريكانوس إي ليو الأفريقي في الحديث عن معبد ضخم كان قائما في المدينة في كتابه وصف أفريقيا .
– وكانت منفلوط عاصمة إقليمية كبيرة في زمن السلاطين المماليك أي السلاطين العبيد الذين ينحدرون من أصول أسيوية مختلفة .. الذين توالوا علي حكم مصر خلال العصور الوسيطة , وتقع منفلوط شمال مدينة أسيوط علي خط السكة الحديد الذي يربط جنوب مصر بشمالها .
– وتشتهر منفلوط بزراعة الرمان الذي يجود في أرضها ومناخها .
وقد ورد بكتاب محافظة أسيوط :
والذي يصدر عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ضمن سلسلة المحافظات المصرية والصادر عام 2003 للأستاذة عبير ياسين .. عن مركز منفلوط صفحة 16
مركز ومدينة منفلوط : يقع مركز منفلوط وسط محافظة أسيوط يحدها من الشمال مركز القوصية ومن الجنوب مدينة أسيوط ومن الشرق أبنوب ومن الغرب الصحراء الغربية .
ومنفلوط اسمها بالهيروغليفية منبالوط ومعناها وادي القمح فهي مدينة مصرية قديمة اشتهرت بزراعة القمح وكانت تسمي بالولايات المنفلوطية .
– وعن اسم منفلوط ومعناه يقول المرحوم / حسن بك يونس عمدة مدينة منفلوط المعين سنة 1895 م في مقدمته لترجمة شخصيته والمنشورة بكتاب الكنز السمين لسيرة عظماء المصريين تأليف الأديب المرحوم / فرج أفندى سليمان والمطبوع عام 1917 بمطبعة الاعتماد بالقاهرة من صفحة 206 الآتي :
ولدت في مدينة منفلوط ( وأصلها باللغة الهيروغليفية منبالوط ومعناها مجمع حمر الوحش )
( البيوت الشهيرة بمدينة منفلوط )
وقد ذكر علي باشا مبارك في خططه التوفيقية ( الجزء 15 من صفحة 94 وحتى صفحة 101 البيوت الشهيرة بمنفلوط وقد بدأها بالآتي :-
1 – بيت جمال الدين ..
– ومن البيوت الشهيرة بها إلي الآن بيت جمال الدين وهو بيت تأصل مجده بها . كان جمال الدين تاجرا مشهورا ثم نشأ ولده علي كاشف جمال الدين في العقد السابع من القرن الحادي عشر واشتهر وتقدم وحسنت سيرته وسارع إلي الخيرات فبني عدة مساجد أشهرها مسجده بمنفلوط المجاور لداره ومدفنه ونظيره الأستاذ / الفرغلى بابي تيج قبلي أسيوط بأكثر من ثلاث ساعات ومنها مسجد في بني عدي أحرقه الفرنسيين سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وأعاد بناءه ابنه أحمد كاشف جمال الدين فأنه أعقب ثلاثة بنين وهم صالح كاشف ودرويش كاشف وأحمد كاشف وهو أصغرهم عاش إلي سنة احدي وخمسين ومائتين وألف وخلف ثلاث أولاد أكبرهم حسين كاشف ويليه محمد كاشف وأصغرهم أيوب كاشف وقد مات محمد كاشف ثالث ربيع الآخر سنة ثمان وستين وخلف ولده صالحا جمال الدين الموجود إلي الآن ثم مات حسين كاشف في ثامن ذي القعدة سنة أربع وسبعين ولم يعقب ذكورا وأما أيوب كاشف فانه تشرف بالرتبة الثانية من إحسانات المرحوم / محمد سعيد باشا والي مصر سابقا حين شرف مدينة منفلوط وتناول الطعام عنده ثم أستخدم في ولاية ولي النعم الخديوي إسماعيل بوظيفة رئيس مجلس أسيوط تارة ومديرها تارة أخرى . ومدير المنيا ومدير جرجا ثم عاد إلي رياسة مجلس أسيوط وهو الآن به وله بها آثار كبيرة من حانات وحوانيت ووكائل وبساتين متسعة فيها الرمان الطائفي وغيره من أشجار الفواكه والنخيل .
2 – ومن بيوتها أيضا بيت الشيخ أبي بكر بن غلبون المغربي كان من أفراد العلماء العاملين وأبنه الموجود الآن .
3 – وكذلك بيت نقيب الأشراف السيد / أحمد ابن المرحوم السيد حسن بن السيد محمد لطفي جميعهم كانوا نقباء الأشراف وهم من العلماء الأزهرية ومنهم الآن السيد / أحمد لطفي قاضى الولاية ونقيب أشرافها .
4 – وبيت السيد / حسن محمد الطرزى سر تجارمنفلوط الأن ووالده كان من أعيان تجارها وقد فاق أسلافه في الثروة وجدد في عهد قريب وكالة كبيرة ودور كثيرة واشتغل منذ سبع سنين بالزراعة مع اشتغاله بالتجارة .
– أما عن صفات منفلوط وأهلها :
يقول الكاتب الكبير المرحوم / يحيي حقي والذي عمل معاونا للإدارة بمنفلوط عام 1927 في كتابه ( خليها علي الله ) طبعة عام 1990 من صفحة 174 وحتى 175 .
وجدت منفلوط بلد خفيف الدم معتدل المناخ غير محروم من الماء والنور لا يندفس في حضن الجبل …
ثم يضيف :
ووجدت أبنائها – هي وقراها – أهل طيبة وأمانة وحياء لعلها سر انقباضهم عن الغرباء أمثالي من الموظفين ..
ثم يقول :
أنني أعز منفلوط لأنها أكرمتني وعاملتني بإحسان وأغمضت عينيها عن حماقاتي وعيوبي .