المجلس الأعلى للثقافة يناقش «التعليم وقضايا المجتمع»

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، نظّمت لجنة التربية وعلم النفس بالمجلس، برئاسة الدكتور معتز سيد عبد الله، ندوة بعنوان “التعليم وقضايا المجتمع”، وذلك بمقر المجلس الأعلى للثقافة.
إدارة الندوة ومحاور النقاش
أدار الندوة كل من الدكتور أيمن عامر، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب بجامعة القاهرة، والدكتور محمد المفتي، أستاذ العلوم التربوية بكلية التربية جامعة عين شمس، حيث تطرقت المناقشات إلى قضايا التخطيط التعليمي، وتحديات التعليم في ظل التطورات التكنولوجية، وسبل تحسين جودة العملية التعليمية.
أكد الدكتور أيمن عامر أهمية العلوم الاجتماعية في المنظومة التعليمية، محذرًا من تهميشها لصالح ما يُعرف بـ”علوم المستقبل”، كما شدد على ضرورة امتلاك القيادات الجامعية المهارات الإدارية اللازمة لضمان إدارة فعالة للمؤسسات التعليمية.
من جانبه، شدد الدكتور محمد المفتي على أهمية إتاحة التعلم مدى الحياة، وتنفيذ برامج تدريبية مهنية لمواكبة التطورات المستمرة، بالإضافة إلى ضرورة توفير بيئة تعليمية داعمة لذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على تطوير التعليم ما قبل الجامعي ليكون ممهّدًا للمرحلة الجامعية.
التحديات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في التعليم
استعرضت الدكتورة أسماء غانم، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية، مشيرة إلى تحديات عدة، أبرزها ارتفاع تكلفة تطوير المؤسسات التعليمية الرقمية، ونقص التفاعل البشري، ومخاطر استخدام البيانات الشخصية، إلى جانب تحديات ثقافية ومجتمعية تتعلق بانتشار الثقافة التكنولوجية وتأثيرها على الهوية الوطنية.
وأوصت بضرورة تحقيق توازن بين التعليم التقليدي واستخدام التقنيات الحديثة، من خلال التعلم المدمج، واستثمار الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات المدارس وتحسين استغلال الموارد، مع تقديم برامج تدريبية للمعلمين والطلاب حول الاستخدام الفعّال لهذه التقنيات.
رؤية لتطوير التعليم في مصر
أكد الدكتور عصام هلال، أستاذ أصول التربية بجامعة كفر الشيخ، أن تطوير التعليم في مصر يتطلب فلسفة تربوية واضحة، وأن يكون وزير التعليم متخصصًا في المجال التربوي لضمان تنفيذ سياسات تعليمية فعالة. كما شدد على ضرورة وضع خطط تعليمية مبنية على أسس علمية وتكنولوجية، وتفعيل دور المجتمع في دعم العملية التعليمية.
وأشار إلى أهمية إشراك جميع أطراف العملية التعليمية، من طلاب ومعلمين وأولياء أمور، في جهود تطوير التعليم، مؤكدًا الحاجة إلى “ثورة تربوية” تبدأ من الوعي المجتمعي بأهمية التعليم في بناء المستقبل.
اختُتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة تنفيذ استراتيجية تعليمية شاملة، تضمن التخطيط السليم وتكامل الجهود، لتحقيق نهضة تعليمية تلبي احتياجات المجتمع المصري.