
– التعداد السكاني في الكويت لا يسمح بإنتاج سينمائي ضخم
– نصيحتي لطلابي الفنانين أن يتمسكو برقي الأخلاق
أجرت الحوار: غادة عصفور
الفنان الكويتي الكبير جمال الردهان أحد أبرز النجوم على الساحة الفنية في منطقة الخليج ليس فقط على مستوى التمثيل والإنتاج ، ولكنه صنع بصمة قوية في مجال التدريس ليتخرج من تحت يده عدد من المواهب الفنية ، حيث التحق الردهان بالسلك الأكاديمي كمدرساً لمادة الإلقاء بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت منذ عام 1986
وعلى مدى مسيرة كبيرة من العطاء الفني تنوعت أعمال الفنان جمال الردهان بين التلفزيون والمسرح إلى جانب مشاركات سينمائية متعددة.

- عملت مخرجا وممثلا ومنتجا وأكاديميا ورجل أعمال.. أي من تلك الشخصيات كانت الأكثر نجاحا لديك؟
لقد تقاعدت مؤخراً من العمل الأكاديمي بعد أن أخذ التدريس وقتا كبيرا من حياتي ، وتفرغت حاليا للعمل الفني والعمل التجاري من خلال شركة إنتاج فني وأخرى ذات نشاط تجاري ، وبما أنني من مواليد برج الميزان فأستطيع أن أصنع توازنا بين كافة أمور الحياة.
- وماذا عن عشقك للحياة البحرية؟
إذا تحدثت عن الشخصية الأكثر تأثيرا في حياتي فهي الشخصية البحرية ، أنا شخص محب للبحر بشكل كبير وقد قمت بتأسيس شركة للمعدات البحرية ، وكانت لها أولوية كبيرة لديّ ، فأنا عاشق لكل شيء يتعلق بالبحر سواء صيد أو سباحة أو أنشطة بحرية ، وقد اكتسبت صفة الصبر من ممارستي لهواية الصيد منذ سن صغيرة.
- قضيت في مصر سنوات طفولتك الأولى حيث أنك ولدت لأم مصرية.. هل فكرت من قبل في خوض تجارب درامية في مصر ؟
منذ سنوات بعيدة عرض عليّ المخرج المصري الكبير محمد فاضل أن أشارك في عمل مصري ، وقد أشاد بطبقة صوتي التي وصفها بالمميزة ، وقال لي أن العمل في مصر يتطلب الإقامة بها لفترة طويلة ، ولكن الأمر كان صعبا بالنسبة لي لأنني كنت في ذلك الوقت معيدا بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت ، ولم أكن قد ارتقيت بعد إلى درجة محاضر ، وفضلت وقتها السلك المهني التدريسي والبقاء في الكويت ، وعملت في الإذاعة والتلفزيون والمسرح.
ولكني فخور بمشاركة سابقة قدمتها عام 1991 في عمل مشترك بعد تحرير الكويت مباشرة مع الفنانة القديرة سوسن بدر بعنوان “زمن الغدر” ، تم تصويره في مصر من إخراج تيسير عبود وكان أول فيلم يعرض في السينما الكويتية بعد التحرير مباشرة.
- هل ترى أن الحركة السينمائية بالكويت قد ارتقت إلى مستوى الصناعة؟
صناعة السينما بالكويت وصلت إلى مستوى عالمي ، وحصلنا بالفعل على جوائز في عدة مهرجانات أوروبية وعالمية وأيضا على المستوى العربي والخليجي ، أذكر منها الجوائز التي حصل عليها فيلم “تورا بورا” للمخرج الكويتي وليد العوضي بطولة الفنان الكبير سعد الفرج ، وحصل مؤخراً الفيلم الروائي الكويتي “شيابني هني” على أكثر من جائزة من مهرجانات خليجية وعالمية ، وإذا عدنا للماضي فتزخر السينما الكويتية بإنجازاتها منذ سنوات بعيدة حيث أحرز المخرج الراحل خالد الصديق جائزة افضل عمل بمهرجان أثينا للسينما عن فيلم «عرس الزين» وكان ذلك في حقبة الثمانينات ، وغيرها من الإنتاجات السينمائية الهامة ، ومازلنا بصدد إنتاج المزيد ومواكبة الإمكانيات العالمية لتطوير صناعة السينما في الكويت.
- شاركت في رمضان الماضي بمسلسل “واحة الأعرابي” وهو مسلسل تاريخي يختلف عن طبيعة الأعمال التي اعتدت تقديمها.. هل تحدثنا عن هذه التجربة ؟
حينما أتحدث عن مسلسل “واحة الأعرابي” يجب أن أتحدث أولا عن الشاعر الكبير المنتج بندر طلال السعيد وهو الكاتب والمشرف العام على العمل ، وقد بذل جهدا كبيرا في التحضير ليخرج المسلسل بصورة راقية ويقدم للمشاهدين عملا سياسيا تاريخيا بإنتاج ضخم ، وهو عمل من النوع التراثي الذي يحمل هوية عربية ، وهذه التجربة قدمناها بكل الحب في توقيت صعب جدا ، حيث كانت درجة الحرارة في ذلك الوقت تصل إلى 2 درجة مئوية وكان التصوير في محمية زايد بالكويت ، وهي منطقة زراعية مكشوفة تصل درجات الحرارة بها إلى مستوى متدني ، ولكن الحب والدفء الأسري بين صناع العمل جعلنا نقدم عملا متميزا ونتخطى كافة الصعوبات خاصة المناخية.
- نصيحتك لجيل الفنانين القادم من طلابك وطالباتك بالمعهد؟
لم أكن أتعامل مع الطلبة كمعلم ولكن كنت أراهم مثل أبنائي وعلاقتي بهم هي علاقة الأب والصديق ، ومن المتعة الكبيرة أن أرى أحد طلابي نجما متميزا على الساحة الفنية أو يشغل منصبا مرموقا ، ونصيحتي لهم أن الفنان يجب أن يتمتع بأخلاق راقية فالأمم تُعرف من خلال فنها.