أخبار

القرآن يعزز الأخوة الإنسانية دون تمييز عقائدي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم يرسّخ مبدأ الأخوة الإنسانية، موضحًا أن هذا المفهوم يمتد ليشمل جميع البشر، بغض النظر عن اختلافاتهم العقائدية.

وأوضح أن القرآن يستخدم مصطلح “الأخوة” بأكثر من معنى، سواء كان دينيًا، نسبيًا، وطنيًا، أو تكليفيًا.

واستشهد الجندي بقول الله تعالى: “واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف”، مبينًا أن نبي الله هود عليه السلام، الذي أُرسل إلى قوم عاد، وُصف في الآية بـ”أخا عاد”، رغم أن قومه كانوا يعبدون غير الله، مما يدل على أن الأخوة في القرآن لا تقتصر على العقيدة بل تشمل الروابط الإنسانية والاجتماعية.

مفهوم شامل للأخوة في الإسلام

جاء حديث الشيخ الجندي خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، الذي يُعرض عبر قناة DMC، حيث تناول أبعاد مفهوم الأخوة في الإسلام، وأوضح أن الأخوة قد تكون:

1. أخوة إيمانية، كما جاء في قوله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”، وهي الأخوة التي تجمع المؤمنين على أساس العقيدة.

2. أخوة نسبية، التي تربط الأشخاص من خلال صلة الدم والقرابة.

3. أخوة وطنية، التي تجمع أبناء الوطن الواحد تحت راية الانتماء للأرض والمجتمع.

4. أخوة تكليفية، وهي العلاقة بين الأنبياء، حيث كل نبي هو أخ للأنبياء الذين سبقوه في تبليغ الرسالة الإلهية.

وأشار الجندي إلى أن هذه الدلالات المتعددة للأخوة تعكس شمولية الإسلام ورسالته التي تسعى إلى توحيد البشرية بدلًا من تفريقها، مشددًا على أن الإسلام لا يميز بين الناس على أساس العقيدة في حقوقهم الإنسانية الأساسية.

الربوبية الشاملة: خطاب القرآن لكل البشر

أكد الجندي أن القرآن الكريم يخاطب جميع الناس دون تمييز، مستدلًا بقوله تعالى: “أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس”، حيث تتكرر كلمة “الناس” ثلاث مرات، في إشارة إلى شمولية الخطاب الإلهي لكل بني الإنسان، سواء كانوا مؤمنين أو غير ذلك.

وأضاف أن هذه الآيات تؤكد أن الله هو رب جميع البشر، وليس فقط للمؤمنين، مما يعزز فكرة وحدة الإنسانية تحت مظلة ربوبية الله عز وجل، بعيدًا عن التصنيفات الدينية أو العقائدية.

البحث عن القواسم المشتركة: رسالة الإسلام السامية

في ختام حديثه، شدد الشيخ خالد الجندي على أن الإسلام يدعو دائمًا إلى البحث عن القواسم المشتركة بين البشر، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم يرسّخ قيم الرحمة والتسامح. وأوضح أن هذا النهج يتماشى مع قول الله تعالى: “لا إكراه في الدين”، حيث يُترك لكل إنسان حرية الاعتقاد، مع وجوب التعامل بروح المحبة والتعايش السلمي.

ودعا الجندي إلى ضرورة إدراك هذه القيم العظيمة وتطبيقها في الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر من أهم المبادئ التي يجب أن يعمل بها الجميع لتحقيق مجتمع متماسك يسوده الاحترام والتآخي.https://www.youtube.com/watch?v=YLtgXkFirsc

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights