أكد فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، خلال درسه اليومي عقب صلاة التراويح في الجامع الأزهر، على عِظم فضل ليلة القدر، مبينًا أنها أعظم ليلة في السنة، حيث خصها الله ببركة لا تضاهى، فهي خير من ألف شهر، كما جاء في قوله تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”.
وأشار فضيلته إلى أن هذه الليلة المباركة شهدت نزول القرآن الكريم، وهو ما أضفى عليها طابعًا روحانيًا مميزًا وجعلها من أعظم مواسم العبادة والتقرب إلى الله، مستشهدًا بقوله تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”.
كما أوضح أن نزول الملائكة فيها بالرحمات والمغفرة يضفي عليها جوًا من الطمأنينة والسكينة، مستدلًا بقوله تعالى: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ”، لافتًا إلى أن هذه الليلة المباركة تظل مليئة بالسلام حتى مطلع الفجر، كما قال الله عز وجل: “سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”.
إحياء ليلة القدر.. فرصة للفوز بالعفو والمغفرة
وقدم مفتي الجمهورية خلال درسه إرشادات حول كيفية إحياء ليلة القدر، مشددًا على أهمية اغتنام هذه الليلة المباركة بالصلاة وقيام الليل، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والدعاء والاستغفار، بالإضافة إلى الذكر والتسبيح وأعمال الخير.
وأكد فضيلته أن هذه الليلة ليست مجرد حدث عابر في العام، بل هي فرصة عظيمة لمن أراد التقرب إلى الله، واغتنام نفحات الرحمة والمغفرة، داعيًا المسلمين إلى تحريها والاجتهاد في العبادة خلالها، حتى يكونوا من الفائزين بثوابها العظيم.
وأضاف الدكتور عياد أن من وُفِّق لقيام ليلة القدر فقد نال أرفع الدرجات وأعظم البركات، مشيرًا إلى أنها هدية إلهية عظيمة للأمة الإسلامية، لما لها من تأثير على حياة المسلم في الدنيا والآخرة.
الأزهر الشريف.. دور دعوي متواصل خلال الشهر الفضيل
وفي إطار الدور العلمي والدعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، أكد الدكتور عياد أن الجامع الأزهر يواصل خطته الرمضانية الشاملة، بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث تتضمن الفعاليات العلمية والدعوية خلال شهر رمضان الكريم تنظيم مقارئ قرآنية، وملتقيات دعوية عقب الصلوات، بالإضافة إلى دروس علمية بين صلاتي التراويح، فضلاً عن صلاة التهجد في العشر الأواخر، وموائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إلى جانب احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية.
وأوضح أن هذه الفعاليات تأتي في إطار جهود الأزهر الشريف لنشر تعاليم الإسلام السمحة، وترسيخ القيم الروحية والأخلاقية في نفوس المسلمين، بما يسهم في تعزيز الوعي الديني والارتقاء بالمجتمع.
واختتم مفتي الجمهورية درسه بالتأكيد على أن ليلة القدر تمثل فرصة عظيمة لمن أراد النجاة والفوز برحمة الله ومغفرته، داعيًا الله أن يبلغ المسلمين جميعًا فضلها، وأن يجعلها ليلة خير وبركة وسلام على الأمة الإسلامية جمعاء.
