في قلب قرية “البصراط” التابعة لمركز المنزلة بمحافظة الدقهلية، دقّ طمع الميراث أبواب الدم و سُجلت واحدة من أبشع الجرائم التي تروي كيف يمكن للطمع أن يُخرس صوت الدم، وأن يُحوّل الأخ إلى قاتل، والابن إلى شريك في الخيانة.. لم يكن يتوقّع محمد محمود علي موسى، الرجل الخمسيني أن تنتهي خلافاته مع شقيقه بتلك الطريقة البشعة.
كانت النزاعات على تقسيم الميراث قد بدأت منذ فترة، بين محمد وشقيقه “أحمد”، لكنها في البداية كانت مجرّد مشادات كلامية، ومع الوقت، تصاعد الغضب، وتحوّل إلى كراهية وانتقام.
تفاصيل يوم الواقعة:
في يوم الواقعة، خرج محمد من منزله كعادته، لكنه لم يصل إلى وجهته، حيث فوجئ بشقيقه وابن شقيقه “وائل” يعترضان طريقه عند باب البيت.. و بدون مقدمات، انهال عليه شقيقة أحمد بالضرب، بينما أمسك وائل به من الخلف، ثم قاما بتقييده أرضًا.
لحظات قليلة وحدث ما لم يكن في الحسبان .. أدخل أحدهما عصا خشبية غليظة داخل فم محمد بعنف، حتى تكسّر فكه وسقط فاقدًا للوعي.
هنا تجمّع الجيران، وهرع ابنه “محمود” إليه، ليحمله في حالة حرجة إلى مستشفى المنزلة العام.
27 يوم من المحاولة:
لمدة 27 يومًا، حاول الأطباء إنقاذه، لكن الإصابات كانت قاتلة، ولم يحتمل جسده الهزيل كل ذلك العنف، ففارق الحياة متأثرًا بجراحه.
تحرّكت الأجهزة الأمنية فورًا، وبعد سماع أقوال محمود، ألقت القبض على الجناة.
أُحيلت الواقعة للنيابة العامة، التي أمرت بتشريح الجثمان، وسماع الشهود، وبدأت التحقيق في واحدة من أبشع جرائم العائلة، التي كتبها “الميراث الملعون”.
