ارتفاع مفاجئ في منسوب النيل يُغرق 200 فدان قمح بجزيرة شطورة.. و500 أسرة تستغيث

في مشهد مأساوي يتكرر كل عام لكن بحجم خسائر مضاعف هذا الموسم، يطلق أهالي جزيرة شطورة بمحافظة سوهاج استغاثة عاجلة بعد غرق أكثر من 200 فدان من محصول القمح، مصدر رزقهم الوحيد، إثر ارتفاع مفاجئ في منسوب مياه نهر النيل، ما وضع أكثر من 500 أسرة في دائرة الخطر والمعاناة الاقتصادية.
“المياه أكلت تعبنا”.. القمح غرق قبل الحصاد
محمد علي موسى، أحد المتضررين، قال في تصريحات خاصة لـ”اليوم”: “المساحة المتضررة تصل إلى أكثر من 200 فدان في جزيرة شطورة بحري، وهذه الأراضي تمثل مصدر الدخل الأساسي لجميع عائلات الجزيرة، وأشار إلى أن منسوب مياه النيل ارتفع في بداية أبريل، رغم أنه يرتفع عادة في يونيو، حيث سبب غرق كامل للمحصول قبل حصاده.”
المشهد لا يحتاج إلى وصف طويل؛ أعواد القمح الطافية على سطح المياه، والأرض التي تحولت إلى مستنقع، كلها تشير إلى خسائر ضخمة لن يتم تعويضها بسهولة.
مطالب عاجلة من المزارعين.. والنداء مستمر
المزارعون يناشدون الدولة بالتدخل الفوري لمساعدتهم بعد هذه الكارثة الطبيعية، من خلال:
- إلغاء أو تخفيض القيمة الإيجارية لأراضي أملاك الدولة هذا العام.
- حصر دقيق للخسائر عبر المسح الميداني أو الصور الجوية التي توثق غرق الأرض.
- صرف تعويضات عاجلة للفلاحين الذين فقدوا جهد موسم كامل.
وأوضح محمد موسى قائلاً : “نطالب بحصر الأرض المتضررة وإعفائنا من الإيجار، إحنا فلاحين غلابة وتعبنا راح في مياه النيل، مش قادرين ندفع جنيه بعد ال حصل.”
المأساة لا تخص شطورة فقط

لم تتوقف الكارثة عند حدود جزيرة شطورة بسوهاج، بل امتدت إلى جزيرة العتامنة التابعة لمركز طما والمجاورة لجزيرة شطورة التابعة لمركز طهطا، حيث غمرت المياه مساحات زراعية هناك أيضاً، ما ينذر بأزمة زراعية أوسع على مستوى المحافظة.
أزمة موسمية أم خطر دائم؟
تشير هذه الواقعة إلى زيادة منسوب المياه بنهر النيل، خاصة في ظل التغيرات المناخية، ويتساءل الأهالي: “هل ستظل محاصيلنا عرضة للغرق كل عام؟ أين خطط الحماية؟ ومتى تسمع استغاثاتنا؟”
صوت الفلاح لا يجب أن يغرقه النيل
رغم حجم الخسائر وصعوبة الموقف، لا يزال الأمل قائماً في تدخل عاجل من الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والوقوف إلى جانب الفلاح البسيط الذي لم يطلب سوى أن يحصد تعب يده، فالمزارعون في شطورة ينتظرون قرارات تعيد لهم الثقة، وتؤكد أن صوت الفلاح لا يغرق، حتى لو غرق القمح في النيل.