تقارير-و-تحقيقات

بعد زيادة البنزين الخطوط تتجزأ والأجرة تتضاعف.. والسائقون بلا رقابة

تقرير – آيــة زكــي

يشهد الشارع المصري حالة من الغليان الشعبي والغضب العارم بعد موجة جديدة من ارتفاع أسعار البنزين أمس، والتي تبعها على الفور رفع غير رسمي في تعريفة المواصلات، خاصة في وسائل النقل الجماعي غير الحكومية كالميكروباصات، تبقى رحلة الذهاب للعمل أو العودة للبيت، معركة يومية جديدة في شوارع القاهرة الكبرى ، بطلها المواطن.. وضحيتها أيضًا.

الخط الواحد.. يتحول إلى ثلاثة

في مشهد بات مألوفًا ومرهقًا يوميًا، تفنن سائقو الميكروباصات في تقسيم الخطوط الطويلة إلى مقاطع قصيرة، ليضاعفوا الأجرة على حساب المواطن، وأبرزها خط “فيصل – التحرير” و “الهرم – رمسيس ” الذي بات يقطع على ثلاث مراحل، بدلًا من كونه خطًا مباشرًا.

” الهرم – الجيزة – الدقي – رمسيس “، أربع محطات أصبحت إجبارية لركاب هذا الخط الذي كان يعتبر من أكثر الخطوط الحيوية والمباشرة .

لم يعد هناك سائق يقبل بتوصيل الراكب من الهرم إلى التحرير مباشرة، وإنما يتم إنزاله في كل نقطة، ليركب ميكروباصًا آخر ويدفع من جديد، وكأن التنقل بين المحافظات، لا بين شوارع العاصمة.

المواطنين: مش معقول كل حاجة تغلى وإحنا اللي ندفع التمن

رصدت «اليوم» في ثاني أيام تطبيق تسعيرة البنزين الجديدة، استياء المواطنين من زيادة تعريفة الركوب وما تمثله من عبء إضافي عليهم، ويشعرون بالظلم والاستغلال، معتبرين أن ما يحدث هو “تحايل وجشع” في ظل غياب أي رقابة حقيقية.

وفي نبره غضب شديدة، قالت إيمان عبدالمقصود، مدرسة : أنا بشتغل في مدرسة خاصة في وسط البلد، والمرتب أساسًا على قده، قبل كده كنت بركب من أول فيصل لحد التحرير بـ8 جنيه، دلوقتي بدفع 18 جنيه! والسائق بيقسم الخط بيقولك ده الطبيعي، هو فين الطبيعي في كده؟!

والتقطت منى السيد ربة منزل، طرف الحديث،أنا كل يوم بنزل أجيب ولادي من الدروس، وبدفع أجرة كأننا بنسافر كل مشوار، لو الحكومة سايبة السواقين يتحكموا فينا كده، يبقى ربنا وحده اللي هيحاسبهم.

وقال أحمد جمعة، موظف قطاع خاص، السواقين بيتعاملوا معانا كأننا بنك متنقل، كل محطة يقولك: انزل هنا، اركب تاني. طيب ليه؟ مفيش رقابة ولا حتى مسؤول واحد نزل الشارع وشاف إحنا بنعاني إزاي.

وأتفق معه، محمود شوقي، موظف حكومي، قائلًا: الناس مش ضد السواقين، إحنا عارفين إن في بنزين غلي، وكل حاجة بقت نار، بس مفيش مبرر إن كل سواق يزود من دماغه، لازم يكون في تسعيرة رسمية والتزام بيها.

وقالت نهى عبدالعزيز، موظفة تسكن في فيصل وتعمل في وسط البلد، كنت بروح شغلي بـ10 جنيه، دلوقتي بدفع 20 و25 جنيه كل يوم! أنا مش سايقة ولا بشتري بنزين، ليه أدفع التمن؟

وأردفت هند مصطفى، طالبة جامعية، أنا ساكنة في الطالبية، المشوار بقى بيكلفني يوميًا 30 جنيه رايح جاي، ده من غير مصاريف الأكل والكتب، إزاي أكمل يومي ؟

وقال علاء عبدالرازق، عامل باليومية، الغلبان هو اللي بيدفع الثمن دايمًا، لا إحنا نقدر نمشي على رجلينا، ولا نشتري عربية، ولا نركب المترو حتى لأنه زحمة ومش بيغطي كل المناطق، طب نعمل إيه؟

وأضاف “محمد زكريا”، طالب جامعي: المشكلة مش بس في الأجرة، ده كمان في ضياع الوقت، كل مرة تنزل وتركب من جديد، والزحمة والتعطيل، وكل ده علشان السواق عايز ياخد ضعف الأجرة.

ومع تزايد الشكاوى وتصاعد الغضب الشعبي، يطالب المواطنون بسرعة تدخل الحكومة لوضع حد لهذا الجشع.

وزيرة التنمية المحلية تتابع تطبيق تعريفة الركوب الجديدة

في سياق متصل، تواصل الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، متابعتها اليومية لتطبيق تعريفة الركوب الجديدة لوسائل النقل العام والسرفيس في مختلف المحافظات، وذلك في ضوء قرارات لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية.

وأكدت الوزيرة أن جميع المحافظات أعلنت رسميًا التعريفة الجديدة، مشيرة إلى استمرار الجولات الميدانية للمحافظين ونوابهم والقيادات التنفيذية لضمان التزام السائقين بها.

وشددت منال عوض، على أهمية التفاعل الفوري مع شكاوى المواطنين بشأن أي مخالفات، وتلقيها عبر مبادرة “صوتك مسموع” والمنصات الرسمية. وقد تلقّت المبادرة نحو 50 شكوى واستفسارًا منذ أمس، تركز أغلبها في محافظات القاهرة والجيزة ودمياط والغربية، وارتبطت بممارسات مثل تقسيم المسافات لزيادة الأجرة.

كما وجّهت وزيرة التنمية المحلية غرف العمليات ومركز السيطرة الوطني بمتابعة الموقف ميدانيًا وعلى مدار الساعة، لضمان الانضباط والتفاعل السريع مع شكاوى المواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights