عرب-وعالم

طهران وواشنطن على حافة اختراق دبلوماسي.. مفاوضات غير مباشرة في عُمان

أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، أن الجولة المقبلة من المحادثات مع الولايات المتحدة، والمقررة في نهاية الأسبوع المقبل، ستُجرى بشكل غير مباشر عبر وساطة سلطنة عُمان، وستُركّز حصريًا على الملف النووي ورفع العقوبات.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، أن المفاوضات “ستبقى غير مباشرة، وستستمر سلطنة عُمان كوسيط، في حين لا يزال يجري التباحث بشأن مكان انعقاد الجولة المقبلة”. وأضاف أن الحوار سيقتصر على “القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي والعقوبات المفروضة”.

ويأتي هذا الإعلان بعد انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة التي استضافتها العاصمة العُمانية مسقط، وشهدت تبادل رسائل بين رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر وزير الخارجية العُماني.

وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي، قال عراقجي: “نحن قريبون جدًا من التوصل إلى أرضية مشتركة للمفاوضات، وإذا تحقق ذلك خلال الأسبوع المقبل، فسنكون قد قطعنا خطوة كبيرة نحو بدء نقاشات فعلية”.

وأشار إلى أن هذه المحادثات – التي تُعد الأولى بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى خلال ولايته الأولى (2017-2021) – جرت في أجواء وصفها بـ”البنّاءة والهادئة والإيجابية”.

من جانبها، وصفت الإدارة الأميركية المحادثات بأنها “إيجابية وبناءة للغاية”، حيث شارك فيها المبعوث الخاص ستيفن ويتكوف وسفيرة واشنطن لدى سلطنة عمان، آنا إسكروجيما، إلى جانب وزير الخارجية الإيراني.

وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن المحادثات تناولت قضايا معقدة للغاية، مشيرًا إلى أن “التواصل المباشر الذي جرى بين المبعوث الأميركي ويتكوف والجانب الإيراني شكّل خطوة نحو تحقيق نتائج مرضية للطرفين”، وتم الاتفاق على عقد جولة جديدة من المباحثات يوم السبت المقبل.

وعند سؤاله عن تطورات الحوار، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية مساء السبت: “أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام. لا أحب الحديث عن شيء لم يكتمل بعد، لكن الوضع مع إيران يبدو جيدًا جدًا”.

وكان ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ في وقت سابق أن واشنطن وطهران ستستأنفان المحادثات في سلطنة عمان، التي لعبت سابقًا دور الوسيط بين إيران والغرب.

وبحسب إسماعيل بقائي، فقد جلس كل وفد في غرفة منفصلة، وتم تبادل الرسائل عبر وزير الخارجية العُماني، تنفيذًا لرغبة طهران في إجراء محادثات غير مباشرة، خلافًا لرغبة ترامب في لقاء وجها لوجه.

فيما كشف عراقجي أن لقاءً مباشرًا قصيرًا جرى بينه وبين ويتكوف في ختام الجولة، بحضور وزير الخارجية العُماني، موضحًا أن “اللقاء تم وفقًا للأعراف السياسية المتبعة لدينا، واستمر لبضع دقائق فقط بعد نحو ساعتين ونصف من الحوار غير المباشر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights