دارفور تشتعل.. الدعم السريع تجتاح زمزم واتهامات بارتكاب مجازر في الفاشر

أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم، عن سيطرتها الكاملة على مخيم زمزم للنازحين في مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور، وذلك من خلال مقاطع مصوّرة أظهرت انتشار وحدات تابعة لها داخل المخيم. وقالت القوات في بيانها: “تمكّنا من السيطرة التامة على المخيم، ونشرنا وحداتنا العسكرية فيه”.
ويأتي هذا الإعلان في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة لليوم الثالث على التوالي بين قوات الدعم السريع وقوات المقاومة المحلية في الفاشر، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ونزوح الآلاف، بحسب ما أفاد به مراسل “العربية” و”الحدث” صالح أبو علامة.
وكانت قوات الدعم السريع قد جددت قصفها المدفعي على مخيم زمزم، السبت، مما زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة التي تعاني أصلًا من ضعف البنية التحتية وشح الموارد.
وفي تصريح خاص لـ”العربية” و”الحدث”، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن قوات الدعم السريع استولت على شاحنات تابعة للأمم المتحدة كانت متجهة إلى الفاشر. وأكد أن السكان المحليين “مصممون على عدم سقوط المدينة، ولو حتى آخر طلقة”.
مناوي حذّر من تفاقم الأزمة مع انضمام مزيد من المقاتلين إلى صفوف الدعم السريع، مشيرًا إلى أن إغلاق مداخل ومخارج الفاشر يهدف إلى تجويع سكانها.
من جهتها، قالت “لجان المقاومة” في الفاشر إن أكثر من 300 شخص سقطوا ما بين قتيل وجريح، نتيجة القصف المتواصل، مؤكدين توقف جميع المستشفيات عن العمل بعد مقتل الكوادر الطبية والمتطوعين، وتدمير مصادر المياه ونفاد المواد الغذائية.
وأكد مدير عام وزارة الصحة في شمال دارفور، في تصريح لقناتي “العربية” و”الحدث”، أن القصف المدفعي لقوات الدعم السريع لا يزال مستمرًا، واصفًا الوضع في الفاشر بـ”المأساوي”، رغم أن بعض المستشفيات لا تزال تستقبل الجرحى والقتلى.
وأفادت الأمم المتحدة بوصول عشرات النازحين، بينهم أطفال وعمّال إغاثة، إلى مدينة طويلة في شمال دارفور هربًا من الهجمات التي طالت مخيمي زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر.
وفي واشنطن، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن “قلق بالغ” إزاء التقارير التي تفيد بشن الدعم السريع هجمات على مواقع للنازحين. وأدانت مقتل عمّال إغاثة في مخيم زمزم، مؤكدة ضرورة حماية المدنيين وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية.
كما أجرت السفارة الأميركية في السودان مشاورات مع غرف الطوارئ المحلية لتقييم الوضع الإنساني، بحسب منشور لها على منصة “إكس”.
من ناحيتها، كشفت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 335 مرفقًا صحيًا في السودان تضرروا بسبب تعليق الدعم المقدم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مما فاقم من أزمة الرعاية الصحية في مناطق النزاع.