تقـريـر – آيــة زكـي
في قلب العاصمة، يقع مربع الوزارات، أحد أهم المناطق الحكومية التي تحتضن مقرات الوزارات السيادية والإدارات المركزية للدولة، مع انتقال الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة،تتجه أنظار الحكومة نحو الاستفادة المثلى من منطقة مربع الوزارات بوسط القاهرة.
طرح “مربع الوزارات” للتطوير يونيو المقبل
تعتزم الحكومة طرح مربع الوزارات وسط القاهرة وعددا من المباني التابعة، على المستثمرين يونيو المقبل.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بسرعة طرح كراسة شروط “مربع الوزارات” للمستثمرين من القطاع الخاص خلال مدة لا تتجاوز شهرين، وذلك فى إطار رؤية الدولة لتعظيم الاستفادة من الأصول غير المستغلة وتحويلها إلى مشروعات تدعم الاقتصاد الوطنى وتعزز مكانة القاهرة كوجهة استثمارية وسياحية متطورة.
مشروع قومي يعيد بريق القاهرة الخديوية
قال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن المشروع يعد من أبرز المبادرات القومية لإحياء التراث، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على تطوير القاهرة الخديوية فحسب، بل يشمل أيضًا القاهرة التاريخية بكل تفاصيلها من مبانٍ أثرية، وأزقة، وشوارع عريقة.
وأكد أبو سعدة ، أن دور الجهاز يتمثل في رسم ملامح الرؤية العامة لتطوير هذه المناطق، كاشفًا عن الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير أكثر من 300 عقار حتى الآن، إلى جانب تجديد عدد من الممرات الحيوية مثل ممر الشريفين، منطقة البورصة، وممر الألفي، ضمن خطة شاملة لتطوير ممرات أخرى مجاورة مثل ممر بهلر والمناطق المحيطة.
وشدد رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري على أن منطقة وسط البلد تُعد كنزًا معماريًا يعكس الطابع الأوروبي الكلاسيكي، حيث استُلهم تصميمها من المخطط الفرنسي الشهير “هوسمان”، واضع التصميم الحضري لمدينة باريس. ومن هنا تأتي أهمية الحفاظ على هذا الطابع وإبرازه بما يعيد للمنطقة ألقها القديم، ويعزز مكانتها كوجهة سياحية وتاريخية رئيسية للعاصمة، مشيرًا، إلى أن خطة التطوير امتدت لتشمل محاور رئيسية مثل شارع قصر النيل، وطلعت حرب، وعماد الدين، إلى جانب ميدان التحرير والمناطق المحيطة به، مؤكدًا أن الهدف الأسمى هو استعادة دور وسط القاهرة كمركز نابض بالحياة السياحية والثقافية.
وأشار أبو سعدة، إلى أن المشروع لا يقتصر على ترميم المبانى فقط، بل يمتد ليشمل استعادة المناطق المفتوحة ذات القيمة التاريخية، مثل حديقة الأزبكية، فضلًا عن تطوير نادي السلاح والشوارع المحيطة بشارع فؤاد، بالتوازي مع الانتهاء من أعمال مترو الأنفاق الجارية حاليًا.
الاستفادة من أصول الدولة وتنشيط الاستثمار
ومن جانبه، أكد الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي ،أن تطوير منطقة الوزارات يمثل خطوة استراتيجية على طريق الاستغلال الأمثل لأصول الدولة، مشيرًا إلى أن نقل الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة يفتح المجال لتحويل هذه المساحات الحيوية إلى مشروعات استثمارية وتجارية وسياحية ضخمة.
وأوضح الإدريسي ،أن المنطقة تقع في قلب العاصمة وتتميز بموقع جغرافي فريد، مما يجعلها هدفًا مغريًا للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء،مضيفًا أن إعادة توظيف هذه المباني، سواء عبر تحويلها إلى فنادق، أو مقرات إدارية أو تجارية، سيؤدي إلى خلق فرص عمل، وتنشيط السوق العقاري، وزيادة العوائد الضريبية للدولة.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن نجاح هذا المشروع مرهون بوضع رؤية متكاملة توازن بين الجوانب الاقتصادية والحضرية، مع الحفاظ على الطابع المعماري المميز، وتحقيق أعلى استفادة ممكنة من البنية التحتية القائمة،مؤكدًا، أن تطوير منطقة الوزارات ليس فقط خطوة نحو التحديث، بل هو نموذج يحتذى به في حسن إدارة أصول الدولة.
