عبد الله أوجلان يدعو لحل الحزب وإلقاء السلاح.. هل تلوح في الأفق صفقة مع تركيا؟

في تحول غير متوقع، دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، إلى حل التنظيم وإلقاء السلاح، مما أثار التكهنات حول إمكانية التوصل إلى صفقة مع الدولة التركية قد تؤدي في النهاية إلى الإفراج عنه.
ويعد هذا الإعلان تتويجًا لعقود من الصراع الذي استمر لأكثر من 40 عامًا بين الأكراد والدولة التركية.
من هو عبد الله أوجلان؟
عبد الله أوجلان، المعروف بلقب “آبو” الذي يعني “العم” في الثقافة الكردية، هو شخصية بارزة في تاريخ الحركة الكردية.
وُلد في القرية الكردية “أومرلي” في عام 1949، وقد أسس حزب العمال الكردستاني (حزب PKK ) عام 1978 في تركيا، حيث كان يهدف إلى إنشاء وطن قومي للأكراد.
في عام 1980، انتقل أوجلان إلى سورية واستفاد من الدعم السوري لحركته، حيث سمحت له دمشق بإقامة معسكرات تدريبية لأعضاء الحزب في سهل البقاع اللبناني.
ومنذ عام 1984، بدأت عمليات الحزب العسكرية في تركيا وإيران، بالإضافة إلى هجماته ضد الدولة التركية تحت شعار الحقوق والحريات الكردية.
اعتقاله وتبعاته
تعرض أوجلان للاعتقال في 15 فبراير 1999 في نيروبي، كينيا، حيث نفذت المخابرات التركية عملية معقدة لإلقاء القبض عليه، وعاد إلى تركيا على متن طائرة خاصة وحوكم هناك.
في البداية، صدر بحقه حكم بالإعدام، لكن بعد إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا عام 2002، تم تحويل الحكم إلى السجن مدى الحياة.
منذ ذلك الحين، أصبح أوجلان رمزًا للمقاومة في نظر الكثيرين من الأكراد، وعبر العزلة القسرية في السجون، استطاع البقاء قائداً مؤثرًا لحزبه.
وعلى الرغم من محاولات العزل، استمر أوجلان في توجيه رسائل عبر محاميه ومعاونين له، مما يضمن أن صوته لا يزال مسموعًا بين أنصاره.
تغيير السياسة واستراتيجيات الحوار
خلال السنوات الماضية، شهدت سياسة حزب العمال الكردستاني تغييرات ملحوظة.
ومنذ عام 2000، اتخذ الحزب خطوة نحو اعترافات أكثر مرونة مع النظام التركي، حيث أصدر مرسوماً ينهي الكفاح المسلح، وأعلن دعمه للحكم الذاتي بدلاً من استقلال الأكراد.
وبين عامي 2012 و2015، بدأت المفاوضات بين أوجلان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إطار محاولة لإنهاء الصراع المستمر، إلا أن هذه المفاوضات لم تكتمل، وواجهت عدة عوائق من كلا الجانبين.
الدعوة الأخيرة
تأتي دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح في إطار مساعٍ جديدة لإنهاء الصراع، وهو ما يعكس تطور مسار الحركة الكردية وآمالها في تحقيق السلام.
والتصريحات الأخيرة تعكس مدى الإدراك المتزايد لدى أوجلان بأن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة للمدنيين الأكراد.
وتتجه الأنظار الآن نحو ردود الفعل التركية، قد تؤدي هذه الدعوة إلى تغييرات في السياسات التركية تجاه الأكراد وتفتح المجال لنقاشات جديدة، ليس فقط حول مستقبل حزب العمال الكردستاني، بل أيضًا حول إمكانية الإفراج عن أوجلان نفسه.
في ضوء هذه التطورات، تبقى الأيام المقبلة حاسمة لتحديد مستقبل العلاقة بين الأكراد والدولة التركية.
وقد يشكل إعلان أوجلان بداية جديدة للتسويات، مما قد يؤثر بشكل إيجابي على الاستقرار في المنطقة، والكلمة الآن للدولة التركية، التي عليها اتخاذ قرارات حاسمة يمكن أن تعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد.