تقارير-و-تحقيقات

الرياح تهب… والدعاء يرتفع: كيف نستقبل العواصف كما فعل النبي؟

في لحظاتٍ تتغير فيها ملامح السماء، وتتسارع فيها ضربات القلوب مع زئير الرياح وهبوب العواصف، يلوذ كثيرون إلى بيوتهم طلبًا للأمان، بينما يغفل البعض عن بابٍ أعظم للأمان والطمأنينة: باب الدعاء واللجوء إلى الله.

رياح الخير والرحمة أم رياح العذاب؟ نستعرض لكم تقرير صحفي عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند هبوب الرياح

رياح الخير والرحمة أم رياح العذاب؟

لقد علّمنا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كيف نتعامل مع مشهدٍ مهيب كهذا، حين تهب الرياح الشديدة وتضطرب الأجواء. فليس الأمر مجرد تقلب في الطقس، بل قد يكون رحمةً أو عذابًا، بشارةً أو نذارة، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقابل هذا الحدث بما يليق بجلاله.

دعاءٌ في قلب العاصفة

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» [رواه مسلم].

بهذا الدعاء، نتعلم أن الرياح تحمل أسرارًا قد لا ندركها، فقد تكون سببًا في إنبات الأرض، أو في تطهير الأجواء، أو في وقوع البلاء؛ لذا كان النبي يطلب خيرها ويستعيذ من شرها، مؤمنًا بأن لكل شيء حكمة.

رياح لا ريح

ومن اللافت في هدي النبي استخدامه لكلمة “الرياح” بدلًا من “الريح”، لما فيها من معنى الرحمة؛ فالرياح جاءت في القرآن كثيرًا في سياق الرحمة والنفع، بينما “الريح” مفردة غالبًا ما اقترنت بالعذاب.

ركعتان في حضرة العاصفة

وإذا تمكن المسلم، فليُفزع إلى الصلاة ركعتين عند هبوب الرياح الشديدة، إحياءً لسنة نبوية قلّ من يعرفها. إنها ليست صلاة مخصوصة لها صيغة معينة، بل ركعتان لله تقربًا وخشوعًا واستغفارًا، في وقتٍ قد يكون فيه الناس مشغولين بتأمين النوافذ والأبواب.

دعوة للتأمل

في عالمٍ تغمره تنبؤات الطقس والتقنيات الحديثة، يبقى الدعاء واللجوء إلى الله هو السبيل الأعمق لفهم الطبيعة والتسليم لقدرة الخالق. فلنحيي هذه السنة النبوية في بيوتنا، ولتكن كل عاصفة تمر بنا فرصةً لتجديد الصلة بالله، لا مناسبة للخوف فحسب.

فكل ريح تهبّ، قد تكون بداية لرحمة نازلة أو عذابٍ مدفوع، فلا تغفل عن الدعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights