
في تطور ميداني ينذر بتعقيد الأزمة السودانية، تعرض مطار بورتسودان الدولي، فجر الثلاثاء، لهجوم جديد بطائرات مسيّرة نُسب إلى قوات الدعم السريع، في ثالث استهداف من نوعه خلال 48 ساعة، ما أسفر عن أضرار مادية واسعة وإلغاء للرحلات الجوية وسط ذعر المسافرين والموظفين.
ووفق مصادر ميدانية وشهود عيان، فقد شملت الضربات الجوية أيضًا منشآت حيوية مجاورة، من بينها مستودعات للوقود في الميناء الجنوبي وفنادق مدنية وقاعدة “فلامنجو” العسكرية شمال المدينة.
وأظهرت لقطات مباشرة تصاعد أعمدة الدخان واللهب من عدة مواقع وسط المدينة.
شريان استراتيجي تحت القصف
ويُعد مطار بورتسودان المرفق الجوي الدولي الوحيد الذي لا يزال يعمل في البلاد، منذ خروج مطار الخرطوم عن الخدمة. وتكمن أهميته في كونه نقطة الإجلاء الرئيسية لرعايا الدول الأجنبية، ومحورًا لوجستيًا حيويًا للسلطات السودانية المعترف بها دوليًا.
ويقع المطار ضمن نطاق مدينة بورتسودان الساحلية، التي باتت مركزًا سياسيًا وإنسانيًا مؤقتًا للحكومة السودانية المدعومة من الجيش.
مصر تدين وتشدد على خطورة التصعيد
من جانبها، دانت مصر بشدة الهجمات المتكررة على البنى التحتية المدنية في بورتسودان، محذّرة من أن “التصعيد الأخير له تداعيات خطيرة على جهود وقف إطلاق النار وحماية المدنيين”، كما أكدت رفضها المطلق لاستهداف المنشآت الحيوية بما يخالف القانون الدولي الإنساني.
تكتيك جديد في الحرب الممتدة
وتأتي هذه التطورات ضمن تحول ملحوظ في أساليب القتال، إذ باتت قوات الدعم السريع تعتمد بشكل متزايد على الهجمات بالطائرات المسيرة بعد فقدانها السيطرة على معظم وسط السودان.
ووفق تقارير عسكرية، فإن الضربات الأخيرة تركزت على منشآت الطاقة والنفط والبنى التحتية، ما يُنذر بإطالة أمد الأزمة وتعميق معاناة المدنيين.
تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
وفي تعليقه على الهجوم، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أنطونيو غوتيريش يشعر بـ”قلق بالغ” إزاء استهداف منشآت مدنية قرب مطار بورتسودان، معتبرًا أن هذا التصعيد يهدد سلامة المدنيين ويُعيق العمليات الإنسانية العاجلة.
يُذكر أن الحرب في السودان اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، نتيجة خلافات حادة على ترتيبات الانتقال إلى الحكم المدني.
وبعد عامين من القتال، تشير تقارير أممية إلى نزوح أكثر من 12 مليون سوداني، فيما يعاني نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد.