العالم يترقّب وسماء الفاتيكان تتكلّم: انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية

شهدت سماء الفاتيكان، صباح اليوم الخميس، لحظة فارقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، حيث تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة السيستين، في إشارة تقليدية طال انتظارها تعني أن مجمع الكرادلة قد نجح في انتخاب بابا جديد ليقود نحو 1.3 مليار كاثوليكي حول العالم.
وسرعان ما دقّت أجراس كاتدرائية القديس بطرس معلنة الحدث، في وقت تعالت فيه صيحات آلاف المؤمنين المتجمّعين في ساحة الكاتدرائية منذ ساعات الصباح الأولى، مترقبين لحظة الإعلان عن الزعيم الروحي الجديد للكنيسة.
وبحسب قوانين المجمع، لا يتم إعلان اسم البابا المنتخب إلا بعد حصوله على ثلثي الأصوات، أي ما لا يقل عن 89 صوتاً من أصل 133 كاردينالاً يشاركون في الاقتراع السري. وتشير التقاليد إلى أن البابا الجديد سيُطل خلال أقل من ساعة من شرفة الكاتدرائية ليُلقي أول كلمة له ويمنح البركة الرسولية لجمهور الحاضرين والعالم أجمع.
وتجري عملية الانتخاب داخل كنيسة السيستين خلف أبواب مغلقة، حيث يجتمع الكرادلة المؤهلون ممن تقل أعمارهم عن 80 عاماً، دون تواصل مع العالم الخارجي، ويصوتون في جلسات متتالية حتى يتحقق إجماع على أحد المرشحين. وبعد كل جلسة اقتراع، يتم حرق أوراق التصويت، ويُضاف إليها مادة كيميائية تُصدر دخاناً أسود إذا لم يتم التوصل إلى نتيجة، أو أبيض في حال انتخاب بابا جديد.
ومن بين الأسماء التي كانت مطروحة بقوة خلال الأسابيع الماضية، الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي من الفلبين، والكاردينال بيتر إردو من المجر، والكاردينال روبرت سارة من غينيا، وجميعهم يتمتعون بثقل ديني ورؤية عالمية، ما يعكس توجهاً محتملاً نحو بابا غير أوروبي، وهو ما حدث للمرة الأولى في عام 2013 مع انتخاب البابا فرنسيس القادم من الأرجنتين.
ويأتي انتخاب البابا الجديد في ظل تحديات كبرى تواجهها الكنيسة، من بينها الأزمات الأخلاقية الداخلية، وتراجع الحضور الديني في أوروبا، وضرورة الانفتاح على قضايا الشباب والمهاجرين وتغيّر المناخ.
وتشير بعض المصادر الفاتيكانية إلى أن اسم البابا وتفاصيل المرحلة الانتقالية سيتم الإعلان عنها في غضون دقائق، على أن تبدأ بعدها مراسم تسلمه مهامه رسميًا، متضمنة قداس التنصيب في الأيام المقبلة.
ومن المتوقع أن تبدأ الاستعدادات لقداس التنصيب الرسمي في غضون أيام، إيذاناً ببدء عهد بابوي جديد يحمل معه آمالًا وتحديات بحجم العالم الكاثوليكي.