تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، استضاف المجلس ندوة بعنوان “مشروع حلم”، والتي تهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجال الفني، وذلك بمشاركة المخرج محمد الأنصاري، رئيس مجلس إدارة شركة “ليمونوس”، وعدد من المتخصصين والمهتمين بقضايا ذوي الهمم.
أدار اللقاء الإعلامية سندس عادل، المنسق الإعلامي للمشروع، وافتتحه المخرج محمد الأنصاري بكلمة عبّر خلالها عن امتنانه للمجلس الأعلى للثقافة على دعمه، مشيرًا إلى أن “مشروع حلم” انطلق منذ سبعة أعوام بهدف إدماج ذوي الهمم في المجتمع من خلال الفن، عبر ورش التمثيل والأداء، إضافة إلى إخراجه عددًا من المسرحيات والأفلام القصيرة التي شارك فيها أشخاص من ذوي الإعاقة.
الأنصاري أكد أن المشروع واجه صعوبات كبيرة، لكنه وفريقه تمسكوا بالأمل، معتمدين على مجهوداتهم الشخصية دون دعم مادي من أي جهة رسمية، وأشاد في كلمته بتعاون الفنانين ليلى عز العرب وبيومي فؤاد مع المشروع دون مقابل، داعيًا إلى تقديم دعم حقيقي لمثل هذه المبادرات بدلًا من الاكتفاء بالوعود.
كما طالب بتأسيس مسرح دائم يخص ذوي الهمم، يكون تحت إدارتهم الكاملة من كتابة وإخراج وتمثيل، مؤكدًا أنهم يملكون من الطاقات والقدرات ما يؤهلهم لذلك. وأضاف: “مشروع حلم ليس مجرد فكرة، بل هو نداء لكل من يريد صناعة تغيير حقيقي في حياة هذه الفئة”.
وتخللت الندوة مشاركة مؤثرة من روضة وليد، إحدى المشاركات في المشروع، حيث ألقت قصيدة بعنوان “أبتسم رغم الظروف”، عبّرت خلالها عن الأمل والإصرار رغم التحديات.
من جانبها، تحدثت الفنانة ليلى عز العرب عن تجربتها مع المشروع، مؤكدة أن كل فرد من فريق “حلم” يمتلك موهبة تستحق الاحتفاء، ودعت إلى دعمه واستمراره، وأنهت كلمتها بعبارة: “لو بطلنا نحلم نموت”.
أما الدكتور أيمن عبد العزيز، أستاذ علم النفس والصحة النفسية، فقد أشاد بعزيمة الشباب المشاركين في المشروع، معتبرًا إياهم مصدرًا دائمًا للطاقة الإيجابية، واستعرض عددًا من النماذج الملهمة لذوي الهمم في تاريخ الفن المصري.
كما أكدت المخرجة رشا عبد المنعم، المستشار بالمركز القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أهمية دور الفن في دعم وتمكين ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن المجلس القومي مستعد لتقديم الدعم الكامل لهذا المشروع، ومشددة على أن استخدام مصطلح “ذوي الإعاقة” هو تعبير حقوقي يضمن لتلك الفئة حقوقها.
وفي ختام الندوة، تحدثت الدكتورة غادة عبد الرحيم، أستاذ علم النفس المساعد بكلية التربية جامعة القاهرة، عن دور الأسرة، لا سيما الأم، في اكتشاف مواهب الأطفال من ذوي الهمم، داعية إلى توفير بيئة حاضنة تُمكّنهم من التعبير عن قدراتهم. كما أكدت أن الفن والموسيقى يمثلان أدوات فعالة في علاج الاضطرابات، وقالت إن مشروع “حلم” لم يعد مجرد أمنية بل أصبح واقعًا ملموسًا تجسده الإرادة والإنجاز.
