الفيوم.. الجوهرة المنسية على خريطة السياحة المصرية

تقرير- محمود عبد العظيم:

في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار إلى المدن السياحية الكبرى كشرم الشيخ والأقصر والغردقة، تظل محافظة الفيوم إحدى الجواهر السياحية المكنونة في قلب مصر.

حيث تجمع الفيوم بين سحر الطبيعة، وعبق التاريخ، وهدوء الأرياف، لتقدم تجربة سياحية متكاملة لا تشبه غيرها، ورغم ما تزخر به من مقومات، فإنها لا تزال خارج دائرة الاهتمام السياحي الواسع.

والفيوم ليست مجرد محافظة مهملة أو مكان للعبور فقط، بل هي واحدة من الكنوز السياحية المنسية التي تنتظر من يكتشفها، فيها يجتمع التاريخ العريق، وجمال الطبيعة، وسحر الريف، لتصنع تجربة لا تُنسى لكل من يزورها. فلنجعل من الفيوم وجهتنا المقبلة، ولنكتب معها قصة اكتشاف جديدة.

لذلك نستعرض في هذا التقرير أهم المعالم السياحية التي تجعل من الفيوم وجهة فريدة تستحق الزيارة.

بحيرة قارون .. أقدم بحيرة طبيعية في العالم

تُعد بحيرة قارون من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم، وهي من المعالم البارزة في محافظة الفيوم، حيث تقع في الجزء الشمالي الغربي من المحافظة، وتبلغ مساحتها نحو 214 كم²، وتعتبر من أكبر البحيرات في مصر.

تشتهر بتنوعها البيئي واحتضانها للعديد من الطيور المهاجرة، لا سيما خلال فصل الشتاء، ويمكن ممارسة أنشطة متعددة هناك مثل الصيد، وركوب القوارب، والاستمتاع بمنظر الغروب البديع، وعلى ضفاف البحيرة، توجد العديد من المنتجعات والمقاهي البسيطة التي تطل على المياه مباشرة.

 وادي الريان.. التقاء الماء بالصحراء

وادي الريان هو محمية طبيعية تقع جنوب غرب بحيرة قارون، ويُعد من أروع المواقع الطبيعية في مصر، ويتميز بوجود شلالات وادي الريان، وهي الشلالات الطبيعية الوحيدة في مصر.

يتكوّن الوادي من بحيرتين متصلتين بواسطة قناة مائية صناعية، ويعد الموقع مثاليًا لمحبي المغامرات، حيث يمكن ممارسة رياضات مثل التزلج على الرمال (الساند بوردينج)، كما تنتشر حول الوادي الكثبان الرملية والتكوينات الصخرية الغريبة، ما يجعله موقعًا مميزًا للتصوير والمشي في الطبيعة.

وادي الحيتان.. متحف طبيعي مفتوح

وادي الحيتان هو أحد مواقع التراث العالمي المدرجة ضمن قائمة اليونسكو.

يحتوي على حفريات تعود إلى نحو 40 مليون سنة، لكائنات بحرية أبرزها الحيتان البدائية.

يكشف الوادي تطور الحيتان من كائنات برية إلى بحرية، من خلال هياكل عظمية ضخمة محفوظة في الرمال، وتوجد به متحف الحفريات والتغير المناخي، وهو متحف بيئي مصمم بطريقة صديقة للبيئة، كما يمثل الوادي كنزًا علميًّا وسياحيًّا يجذب المهتمين بالتاريخ الطبيعي والجيولوجيا.

قرية تونس.. لؤلؤة الفيوم الفنية

قرية تونس هي إحدى القرى الريفية الجميلة المطلة على بحيرة قارون، وتُعرف بطابعها الفني المميز، حيث أسستها الفنانة السويسرية “إيفلين بور”، التي أنشأت بها مركزًا لتعليم صناعة الفخار.

تشتهر القرية بوجود ورش فنية لصناعة الفخار اليدوي، وتُعد مقصدًا لمحبي الحرف التقليدية، وتنتشر فيها البيوت المصممة بطراز أوروبي ريفي، وتضم العديد من البيوت الريفية التي تُؤجر للسياح، كما تحتضن مهرجانات سنوية فنية وثقافية، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الفن والطبيعة معًا.

المعالم التاريخية والأثرية

رغم أن الفيوم مشهورة بطبيعتها الخلابة، فإنها لا تخلو من المعالم التاريخية المهمة، ومن أبرزها:

 قصر قارون: يقع غرب بحيرة قارون، ويعود للعصر اليوناني الروماني. رغم ارتباط اسمه بقصة فرعون قارون، فإنه معلم أثري ذو طراز معماري فريد.

كيمان فارس: أطلال لمدينة “أرسينوي” القديمة، التي كانت من أهم المدن الرومانية في الفيوم.

مسجد قايتباي: مسجد أثري يمثل روعة العمارة الإسلامية في العصور الوسطى.

 الحياة الريفية والمأكولات التقليدية

الفيوم تقدم تجربة ريفية متكاملة للزائر، حيث يمكن الاستمتاع بجو هادئ بعيد عن صخب المدن، حيث تنتشر بها المزارع الخضراء، وبيوت الضيافة البسيطة.

من أشهر الأطعمة التقليدية:

الفطير المشلتت بالسمن البلدي والعسل الأسود، والطواجن الفيومية مثل طاجن البامية أو المسقعة، والخضراوات الطازجة التي تنمو في التربة الغنية بمياه الري الطبيعية.

الإقامة

توجد العديد من النُزل البيئية (Eco Lodges) وبيوت الضيافة في قرية تونس ومحيط بحيرة قارون، كما يمكن الإقامة في فنادق بسيطة داخل المدينة، أو استئجار بيوت ريفية تطل على الطبيعة.

 كيف تصل إلى الفيوم؟

من القاهرة: تبعد الفيوم حوالي 100 كيلومتر فقط، ويمكن الوصول إليها في ساعة ونصف تقريبًا بالسيارة عبر طريق الفيوم الصحراوي.