كتب – نجوى إبراهيم:
في مبادرة طلابية تنبض بالإنسانية، قدم طلاب قسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب – جامعة عين شمس، فيلمًا وثائقيًا دراميًا بعنوان “هحكي عنك”، ضمن مشروع تخرجهم، ليشكل نافذة بصرية مؤثرة على معاناة مرافقي مرضى الزهايمر، أولئك الأبطال المجهولين الذين يخوضون يوميًا معركة استنزاف صامتة مع النسيان.
جاء الفيلم ليغوص في التفاصيل الدقيقة لعالم المرافقين، موثقًا لحظات الألم والانكسار، لكنه لا يغفل أيضًا لحظات النور التي تولد من الحب، والصلابة التي تنبع من الصبر وذلك من خلال عدسات طلابية شغوفة، وقلوب مدركة لثقل الرسالة، رُسمت ملامح إنسانية صادقة لرحلة المقاومة اليومية ضد مرض يفتك بالذاكرة والهوية.
– رؤية إنسانية وطرح فني
الفيلم لا يكتفي بسرد وقائع المرض، بل يتبنى رؤية إنسانية أعمق، تركز على انعكاسات الزهايمر على المحيطين بالمريض، وتستعرض كيف يحوّل الحب والوفاء مسيرة الألم إلى شهادة على صلابة الروح البشرية. وبين مشاهد الانهيار والتعب، التقطت الكاميرا ومضات أمل، ومشاهد دفء لا تُنسى، تُجسد قُدرة البشر على التكيّف والاحتواء حتى في أحلك الظروف.
– طاقم العمل والإشراف الأكاديمي
“هحكي عنك” هو ثمرة جهد جماعي شارك فيه عدد من طلاب الفرقة الرابعة، هم:”أحمد يوسف، إشراقة محمد، أمل أشرف، جرجس عادي، حبيبة محرز، حنين محمد، رضوى أحمد، ريم محمود، شهد مجدي، ڤيبرونيا نشأت، نادين حسام، يارا أيمن، ياسمين إيهاب، يوسف أيمن، يوسف خالد، يوسف محمد”.
وقد تم إنتاج الفيلم تحت إشراف أكاديمي وإداري مكثف، ضم: “أ.د/ حنان كامل – عميدة كلية الآداب وأ.د/ هبة شاهين – عميدة كلية الإعلام وأ.د/ محمد إبراهيم – وكيل كلية الآداب لشؤون التعليم والطلاب وأ.م.د/ مي حمزة – المشرف على قسم الإعلام ود/ نورهان حبيب
م.م. هند علي”.
– رسالة تتجاوز حدود الشاشة
يحمل “هحكي عنك” رسالة تتجاوز حدود الشاشة، تتوجه إلى المجتمع بأسره، لتُذكره بأن خلف كل مريض زهايمر قصة حب ومقاومة، وبأن الدعم النفسي والمجتمعي لهؤلاء المرافقين لا يقل أهمية عن أي علاج طبي.
وبهذا العمل، أثبت طلاب عين شمس أن الكاميرا يمكن أن تكون أداة وعي، وأن الفن قادر على إحداث تغيير حقيقي حين ينبض بالحقيقة.
