تقارير-و-تحقيقات

الشيخ محمد رفعت.. صوت خاشع لا يُنسى يضيء الأرواح بآيات الذكر الحكيم

تقرير : احمد فؤاد عثمان 

في زمن كثر فيه الضجيج وقل فيه الخشوع، يبقى صوت الشيخ محمد رفعت – رحمه الله – منارةً تهدي القلوب إلى الطمأنينة، وصوتًا ربانيًا ينساب كالماء الزلال في النفوس، ليوقظ فيها معاني الإيمان، ويعيد للقرآن حضوره العذب في وجدان المستمعين.

الشيخ محمد رفعت.. مدرسة خاشعة في فن التلاوة

ولد الشيخ محمد رفعت عام 1882 في حي المغربلين بالقاهرة، وكان منذ صغره نموذجًا في النبوغ القرآني، حيث فقد بصره في طفولته، لكن الله وهبه بصيرةً نافذة وصوتًا من ذهب. كان أول من صدح بالقرآن عبر الإذاعة المصرية في عام 1934، ومنذ تلك اللحظة تحوّل صوته إلى رمزٍ من رموز التلاوة الخاشعة والروحانية العميقة.

تميز الشيخ رفعت بقدرة فريدة على دمج المقامات الصوتية في تلاوته بطريقة لا يشعر بها المستمع، فكان يسير بين طبقات الصوت بخشوع المتهجد في جوف الليل. لم يكن يقرأ فقط، بل كان يُبكي، ويُبتهل، ويُرجف القلوب، ويثير فيها الشوق إلى الله.

“وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا”

آية من سورة الأعراف، تدعونا بكل وضوح إلى الاستماع للقرآن بإنصات وقلوب حاضرة. ولا يوجد خير من صوت الشيخ محمد رفعت لتجسيد معنى هذه الآية. فعند سماع تلاوته، يشعر المستمع أنه أمام طاقة نورانية تصعد بالروح إلى السماء، وتوقظ فيها النور، وتدعوه للخشوع والتأمل.

في تسجيل نادر يُعاد تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاستماع إلى تلاوة بصوته تفيض بالسكينة والجلال، عبر الرابط التالي:
استمع الآن

التلاوة التي تهذب النفس وتُحيي القلب

لم تكن تلاوة الشيخ محمد رفعت مجرد أداء صوتي، بل كانت دعوة مفتوحة للتوبة، وبابًا واسعًا نحو الرجاء، وملاذًا للنفوس الحائرة. إن الاستماع إليه لا يُشبع فقط الذوق الفني لمحبي المقامات الصوتية، بل يغسل القلب من شوائب الحياة، ويعيد ترتيب الأولويات في وجدان المسلم.

دعوة للمجتمع: اجعلوا القرآن رفيق قلوبكم

نحن اليوم أحوج ما نكون إلى أن نعيد للقرآن مكانته في بيوتنا وقلوبنا. فوسط ضغوط الحياة وتسارع الأحداث، يبقى القرآن هو النور، والدليل، والدواء. فلنحرص على الاستماع له، تلاوة وتدبرًا، ولنجعل من أصوات القراء الخاشعين كصوت الشيخ محمد رفعت رفيقًا دائمًا لنا، يوقظ فينا روح الطمأنينة والإيمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights