تعاون ثقافي غير مسبوق بين الأكاديمية المصرية بروما والبيت الروسي

كتبت- مرثا مرجان
أطلقت الأكاديمية المصرية للفنون بروما، برئاسة الأستاذة الدكتورة رانيا يحيى، مبادرة متميزة تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي والتبادل الإبداعي بين المؤسسات الثقافية الكبرى، في تعاون ثلاثي يجمع بين الأكاديمية المصرية للفنون، والبيت الروسي بروما، والمكتب الثقافي بالسفارة المصرية في روما برئاسة الدكتورة مروة فوزي.
ويُعد هذا التعاون تتويجًا لرؤية استراتيجية تبنّتها الدكتورة رانيا يحيى، تقوم على دعم الدبلوماسية الثقافية وتوسيع آفاق الحضور المصري في الفضاء الثقافي الأوروبي، وتكريس مصر كمنصة فاعلة في الحوار الحضاري بين شعوب البحر المتوسط وأوروبا.
وفي إطار هذه المبادرة، ألقى الباحث المصري شريف السباعي سلسلة من المحاضرات الموسوعية داخل البيت الروسي أحد أعرق المراكز الثقافية التابعة لشبكة “روسوترودنيتشيستفو” التابعة لوزارة الخارجية الروسية، والمقام في قصر سانتا كروتشه التاريخي.
عُرف السباعي بقدرته الفريدة على الربط بين الفنون والتاريخ والسياسة والدبلوماسية الثقافية، وقد اختار أن يبدأ برنامجه بمحاضرة إبداعية بمناسبة الذكرى الـ140 لأول بيضة إمبراطورية صاغها الفنان الروسي الشهير بيتر كارل فابرجيه عام 1885 للقيصر ألكسندر الثالث.
تناولت المحاضرة هذه التحف الفنية الخالدة من زاوية جديدة، إذ أعاد السباعي قراءتها في ضوء رموز الفن المصري القديم، كاشفًا عن الأثر العالمي الذي تركته هذه القطع المذهلة، ومساراتها الغامضة بعد انهيار الحكم القيصري، وما واجهته من تشتت ونهب ثم عودة مفاجئة للاهتمام المعاصر.
كما سلط الضوء على العلاقة التاريخية المدهشة بين مصر وبيوض فابرجيه، مشيرًا إلى امتلاك الملك فاروق الأول لبيضتين منها ضمن مقتنياته الملكية الرفيعة، ما يعكس الصلة العاطفية والثقافية التي جمعت مصر بالإمبراطوريات الأوروبية، ولا سيما الروسية.
ومن أبرز محاور المحاضرة أيضًا، إحياء ذكرى زيارة القيصر نيقولا الثاني – قبل اعتلائه العرش – إلى مصر عام 1890، حيث زار القاهرة والأقصر وأبحر في النيل وتأمل المعابد الفرعونية، وهي زيارة تركت أثرًا بالغًا في وعي هذا الشاب الذي سيصبح لاحقًا آخر قياصرة روسيا.
وأكدت رانيا في كلمتها أن هذا التعاون يأتي في إطار الامتداد الطبيعي للعلاقات الثقافية المصرية الروسية الممتدة لعقود، مشيرة إلى ارتباطها الشخصي بالثقافة الروسية من خلال دراستها في كونسرفتوار القاهرة على يد أساتذة روس، وعملها مع عدد كبير من الموسيقيين الروس بدار الأوبرا المصرية.
وفي ختام اللقاء، قامت مديرة الأكاديمية المصرية للفنون بتكريم الدكتورة داريا بوشكوفا، مديرة البيت الروسي بروما، حيث منحتها شهادة تقدير ودرع الأكاديمية، تعبيرًا عن الامتنان والدعم لهذا التعاون الثقافي والدبلوماسي المثمر.
تستمر الأكاديمية المصرية للفنون في روما، في أداء دورها الريادي كمركز إشعاع ثقافي عالمي، من خلال تبني رؤى جديدة، وتقديم محتوى فكري راقٍ، وفتح قنوات حوار تليق بمكانة مصر الحضارية والثقافية بين الأمم.