معلمو الحصة فوق 45 عامًا: سنوات من العطاء دون أمان وظيفي.. فهل من إنصاف؟

كتبت: فاطمة الزناتي
وجّه معلمو الحصة ممن تجاوزت أعمارهم 45 عامًا نداءً عاجلًا إلى الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، طالبوا فيه باتخاذ قرارات عادلة وسريعة لتقنين أوضاعهم المالية والإدارية، مؤكدين أنهم يعملون منذ سنوات طويلة في المدارس الحكومية والخاصة دون كلل، وبإخلاص تام في أداء رسالتهم التربوية.
وأوضح المعلمون في بيان رسمي أنهم واصلوا عملهم خلال العام الدراسي المنقضي، رغم كونه من أصعب الأعوام من حيث الضغوط والإجهاد، واستمروا في أداء دورهم في تنفيذ التعليمات الوزارية، ومتابعة الطلاب حتى نهاية العام الدراسي، مساهمين في سد العجز الكبير في الكوادر التعليمية.
وأشار البيان إلى أن المعلمين الذين تخطوا الـ45 عامًا يواجهون ظروفًا مالية صعبة، أبرزها الخصومات غير المبررة وتأخر صرف مستحقاتهم لأشهر، إلى جانب ضغوط نفسية وتمييز من بعض المعلمين المثبتين الذين ينعتونهم بـ”معلمي الأجر”، في إشارة إلى تفرقة واضحة داخل البيئة المدرسية.
وأكد المعلمون: “نحن خريجو كليات التربية وأبناء الوزارة الحقيقيون، لا نعرف مهنة غير التعليم، ونرفض تمامًا أن يتم الاستغناء عنا في هذا السن، ففرص العمل البديلة غير متوفرة، والاستغناء عنا يعني قطع أرزاق أسر كاملة”.
ولفتوا إلى أن العديد منهم كان ضحية لقرارات إلغاء التكليف أو لسوء توزيع نتائج مسابقات التعيين السابقة، ورغم ذلك استجابوا لاحتياجات الدولة، وواصلوا عملهم تحت أمل وعود التثبيت التي لم تتحقق حتى الآن.
وبيّن المعلمون أنهم يقومون بمهام إضافية مثل المراقبة والتصحيح دون أي مقابل مادي، استجابة لاحتياجات المدارس التي تعاني من نقص في المعلمين، وبدعم مباشر من مديري المدارس الذين يقدرون جهودهم ويعلمون حجم المسؤولية التي يتحملونها.
وشددوا على أن استمرارهم في العمل رغم غياب الاستقرار الوظيفي، يعكس انتماءهم الحقيقي للمهنة، وإخلاصهم في أداء رسالتهم التعليمية، داعين الجهات المعنية إلى تقدير هذه التضحيات والنظر إلى أوضاعهم بعين العدل والإنصاف.
وفي ختام بيانهم، ناشد معلمو الحصة الوزير محمد عبد اللطيف بالتدخل العاجل لإصدار عقود رسمية تضمن لهم الكرامة المهنية، وتمنحهم الأمان الوظيفي، مؤكدين أن إنصافهم في هذه المرحلة لن يكون مجرد إجراء إداري، بل تكريم مستحق لمسيرة طويلة من العطاء.