حبة الموت.. وزارة الأوقاف تطلق جرس إنذار في عددها الثامن من مجلة وقاية
حبة الغلة .. سمٌّ يتسلل إلى البيوت و"وقاية" تكشف أسراره المميتة

تقرير : أحمد فؤاد عثمان
في خطوة جادة لحماية الإنسان من خطر داهم تسلل إلى البيوت والمزارع تحت ستار حفظ الحبوب، أصدرت وزارة الأوقاف العدد الثامن من مجلة “وقاية” لتسلط الضوء على “حبة الغلة”، هذه الحبة التي كانت مخصصة لحماية المحاصيل الزراعية من التسوس والآفات، فتحولت في يد البعض إلى وسيلة مروّعة لإنهاء الحياة!
جاء إصدار هذا العدد ضمن جهود الوزارة المستمرة في ترسيخ قيم بناء الإنسان، ونشر الوعي المجتمعي الحقيقي، بقيادة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، الذي وجه دعوة صريحة في افتتاحية العدد إلى النظر بعمق في مخاطر هذه الحبة السامة، قائلًا:
“لقد تحوّل استخدام حبة الغلة عند البعض من حفظ وتحصين الغلال، إلى قتل النفس واستعجال الموت… وهذا ليس حلًّا، ولا يقول به عاقل.”
سمٌّ بلا ترياق
تُعرف حبة الغلة بين الفلاحين منذ سنوات، وتدخل البلاد بصورة قانونية كمبيد حشري يستخدم لتخزين الغلال. لكنها أصبحت في السنوات الأخيرة أداة انتحار صامتة بسبب مفعولها السريع الذي يصعب علاجه، إذ لا يوجد لها ترياق فعّال حتى الآن. وهو ما وصفته الدكتورة مها غانم، أستاذ الطب الشرعي والسموم بجامعة الإسكندرية، في مقالها القوي بعنوان:
“حبة الغلة.. سم بلا لقاح.”
رؤية متكاملة من علماء الدين وخبراء النفس والإعلام
مجلة “وقاية” لم تكتف بالتحذير فقط، بل قدمت ملفًا متكاملًا شارك فيه نخبة من العلماء والخبراء، أبرزهم:
- د. نظير عياد، مفتي الجمهورية، الذي تناول في مقاله “في التفاؤل حياة” بُعدًا دينيًّا وإنسانيًّا يمنح الأمل ويُحيي الروح.
- د. ثريا البدوي، عميدة كلية الإعلام، التي ناقشت أهمية الإعلام في رفع الوعي تجاه هذه الأزمة.
- د. محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، الذي شرح في مقاله “لماذا حبة الغلة؟” الأسباب النفسية وراء لجوء البعض لهذا الخيار المأساوي.
- د. نرمين حمدي، مديرة مركز السموم بالقصر العيني، التي قدّمت نصائح عملية حول كيفية التعامل مع الحالات الطارئة عند التسمم بهذه الحبة، ودعت إلى تقنين تداولها وتشديد الرقابة.
من قضية صحية إلى قضية تشريعية
الملف الأهم في العدد كان حول تحوّل حبة الغلة من أداة زراعية إلى أداة للانتحار، حيث أجرت المجلة حوارات مع جهات برلمانية وتشريعية معنية، أبرزها مجلس النواب، الذي بدأ فعليًّا في مناقشة سبل تقييد تداول الحبة ووضع ضوابط قانونية لتداولها بين المزارعين.
كما ألقت المجلة الضوء على مجهودات:
- وزارة الزراعة في تدريب المزارعين على الاستخدام الصحيح.
- وزارة الصحة في تقديم خدمات الدعم النفسي.
- وزارة الأوقاف في نشر التوعية الدينية حول حرمة الانتحار، مستندة إلى آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة تحرم إزهاق النفس.
دعوة للتفاعل ووعي مجتمعي أكبر
واختتمت المجلة عددها بسؤال تفاعلي لجمهورها، مع خمس توصيات رئيسية هدفها رفع مستوى الوعي في كل بيت مصري، منها:
- توعية الأسرة بمخاطر المواد السامة.
- تقنين تداول المبيدات الحشرية.
- الاهتمام بالصحة النفسية خاصة بين الشباب.
- نشر فتاوى دار الإفتاء عن حرمة الانتحار.
- تكثيف الحملات الإعلامية حول القضية.
كلمة أخيرة
ما بين يد الفلاح ومائدة الأسرة، تتحول “حبة الغلة” من أداة للزراعة إلى وسيلة للموت، وما بين غياب الوعي وسهولة التداول، تسقط أرواح بريئة في لحظة يأس.
وهنا، تأتي جهود وزارة الأوقاف عبر مجلة “وقاية” كصرخة وعي، وكلمة صدق، لتقول: “حافظ على حياتك.. فكل أزمة لها حل، أما الحياة فلا تعوّض.”
📎 رابط العدد الكامل: