من “شو القنطرة” إلى “عائلات لها تاريخ”.. زين العابدين رشدي .. قلم صادق ورسالة مجتمعية في خدمة الوطن

في بلاط صاحبة الجلالة، يظل بعض الصحفيين محتفظين ببصمتهم الهادئة الراسخة، التي تتكئ على الميدان والمصداقية. ومن هؤلاء يبرز اسم الكاتب الصحفي زين العابدين رشدي، أحد الوجوه الإعلامية البارزة الذين وظفوا الصحافة لخدمة المجتمع وتلبية مطالب المواطنين.
ينتمي زين العابدين رشدي إلى جيلٍ صنع مجده بالحضور الميداني، والخبرة العملية، والالتزام المهني. كانت رحلته مع الكلمة متداخلة مع نبض الشارع، وحكايات الناس، وقصص الأرض في صعيد مصر ومختلف المحافظات.
– من شو القنطرة إلى قلب الوطن.. حكاية صحفي عاش المهنة بكل جوارحه
وُلد زين العابدين رشدي عام 1977 في منطقة شو القنطرة مركز أبنوب الحمام بمحافظة أسيوط، قرب قرية عرب العوامر. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسته القروية، قبل أن يلتحق بالأزهر الشريف حتى حصوله على الثانوية الأزهرية من معهد أبنوب الثانوي الأزهري، ثم التحق بـكلية التربية قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر وتخرج فيها عام 2000.
– عبد الله تمام.. المعلم الأول والمثل الأعلى في العمل الصحفي
في بداياته، تتلمذ زين العابدين رشدي على يد الكاتب الصحفي الكبير عبد الله تمام، رئيس تحرير صحيفتي “أخبار أسيوط” و”اليوم”، والملقب بـ عمدة البداري ، والذي تأثر بشخصيته القيادية ومدرسته الصحفية التي خرجت أبرز رموز الصحافة المصرية في الوطن العربي ، حيث كان “تمام” بوابته المهنية والإنسانية إلى عالم الصحافة، ومنه تعلم الصدق المهني، والجرأة المدروسة، والأمانة الصحفية.
– جولات صحفية في قلب الوطن
طوال أكثر من 25 عامًا، جاب زين العابدين رشدي مراكز وقرى محافظة أسيوط، ثم توسع نشاطه إلى معظم محافظات الصعيد. لم تكن جولاته مجرد تنقلات، بل كانت توثيقًا لذاكرة الوطن، ونبضًا إنسانيًا حيًا.
– عائلات لها تاريخ.. حين يتحول الصحفي إلى مؤرخ شعبي
برز اسمه في سلسلة تحقيقات شهيرة بعنوان “عائلات لها تاريخ” نشرت في “أخبار أسيوط” و”اليوم”، سجّل من خلالها تاريخ أبرز العائلات، وحاور رموزها، وقدمها للقارئ بعمق وإنسانية. هذه التحقيقات جعلت منه مرجعًا شعبيًا في توثيق الذاكرة الصعيدية والمجتمعية.
– شركاء الميدان.. صداقة الحرف ورحلة البحث عن الحقيقة
لم تكن مسيرة زين العابدين رشدي فردية فقد رافقه صحفيون مخلصون، منهم محمد جابر ومحمد صلاح العمدة وإمام تمام وهيثم البدري ومحسون القليوبي وحسني عمار ومرتضى العربي وغيرهم من رموز الصحافة بأسيوط.
– من الصحافة إلى الحزب.. الإعلام كجسر بين المواطن والمسؤول
لم تتوقف رحلة زين العابدين رشدي عند الصحافة، بل امتدت إلى العمل الحزبي والخدمي حيث شغل منصب أمين الإعلام بحزب مستقبل وطن بشبرا الخيمة والمستشار الإعلامي للنائب مجاهد نصار عضو مجلس النواب بدائرة شبرا الخيمة و أمين الإعلام بحزب مستقبل وطن بشبرا الخيمة .
– العمل النيابي.. تجربة أضافت عمقًا إنسانيًا وميدانيًا للمهنة
من المحطات التي أثرت تجربة زين العابدين رشدي الصحفية كانت شراكته المهنية مع النائب مجاهد نصار، عضو مجلس النواب، والتي اتخذت شكلًا أكثر من مجرد مهمة إعلامية، بل كانت امتدادًا لميدانيته الصحفية الأصيلة.
بصفته المستشار الإعلامي للنائب، لم يكتفِ زين العابدين بإصدار البيانات أو تحرير الأخبار، بل كان مرافقًا دائمًا للنائب في جولاته الميدانية، المجتمعية والحزبية ، هذا القرب من الناس في لحظاتهم الحقيقية – في الشكاوى، والمطالب، والمبادرات، والتجمعات الشعبية – أضاف لخبرته عمقًا إنسانيًا ومهنيًا نادرًا، حيث تعلم عن قرب كيف تُبنى جسور الثقة بين المواطن والمسؤول، وكيف يمكن للإعلام أن يكون شريكًا فعّالًا في نقل صوت الشارع لا فقط مراقبًا له.
وقد انعكست هذه التجربة في أسلوبه التحريري، فصار أكثر اتصالًا بالناس، وأكثر فهمًا لتركيبة المجتمع المحلي، وأكثر وعيًا بقدرة الكلمة على التغيير حين تُقال في التوقيت والمكان المناسبين.
زواج على طاولة التحرير.. وقصة حب بين القلم والقلب
في عام 2011، تزوج زين العابدين رشدي من الكاتبة الصحفية إلهام رشيد الضوي بعد قصة حب نشأت في أروقة “أخبار أسيوط”. جمعتهما القيم والمهنة، ليشكّلا نموذجًا لأسرة صحفية متماسكة
وأثمر زواجهما عن ابنهما الوحيد رشدي الطالب في الصف السادس الابتدائي الذي يسير على دربهما في حب الكلمة والمعرفة .
صحفي بثبات المبدأ ودفء الإنسان
لا يعتبر ” رشدي” مجرد كاتب صحفي بل هو شاهد على زمانه وتراث الصعيد و ما زال وفيًا لأصول المهنة التي تربى عليها جامعًا بين الاحتراف والمبدأ والميدان والمسؤولية.