الحدود تشتعل: الجيش السوداني ينسحب من المثلث ويتهم ليبيا بالتدخل العسكري

أعلن الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، إخلاء قواته لمنطقة “المثلث” الحدودية الواقعة بين السودان ومصر وليبيا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار “ترتيبات دفاعية لصد العدوان”، على حدّ وصفه.
ويأتي هذا التطور بعد اتهامات وجهها الجيش السوداني، يوم أمس، إلى القوات المسلحة الليبية بدعم مباشر لقوات الدعم السريع، خلال هجوم استهدف مواقع حدودية في المنطقة.
ووصفت القيادة العامة للجيش السوداني ذلك بـ”الاعتداء الصريح على السيادة السودانية”، معتبرة أنه يشكل “انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي”.
في المقابل، نفت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية صحة تلك الاتهامات، ووصفتها بأنها “مزاعم باطلة ومحاولة لتصدير الأزمة الداخلية في السودان عبر خلق عدو خارجي وهمي”.
وأكد الجيش الليبي، في بيان رسمي، التزامه بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وحرصه على استقرار المنطقة وضبط الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية بالتنسيق مع دول الجوار.
كما شددت القوات الليبية على أنها “لم ولن تكون مصدر تهديد لأي من جيرانها”، داعية الجيش السوداني إلى “عدم الزج باسمها في النزاع الدائر”، واصفة ذلك بأنه “أسلوب مكشوف لإثارة الفتنة الإقليمية وتصفية الحسابات الداخلية”.
وأشار البيان إلى أن ليبيا، ولا سيما مناطق الشرق والجنوب، تأثرت بشكل مباشر من الحرب في السودان، مع تدفق أعداد كبيرة من النازحين السودانيين نتيجة النزاع المستمر منذ أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ورغم محاولات الوساطة العربية والأفريقية والدولية، لم تنجح حتى الآن أي مبادرة في وقف القتال بشكل دائم أو التوصل إلى تسوية تنهي الأزمة.