تضامن لا يتجزأ.. الأوقاف تُعلن وقوفها الكامل مع اللاجئين حول العالم

تقرير: مصطفى على
في موقف إنساني راسخ يعكس المبادئ الإسلامية والضمير الوطني، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية عن تضامنها الكامل مع اللاجئين في مختلف أنحاء العالم، مؤكدة أن الوقوف إلى جانب المظلومين وإغاثة المحتاجين من صميم تعاليم الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى الرحمة والعدل والكرامة الإنسانية.
وشددت الوزارة في بيانها الرسمي على ضرورة تجرد المساندة من أي تمييز عرقي أو ديني أو لوني، مؤكدة أن العدالة والرحمة قيم إنسانية لا تخضع للتصنيفات ولا تعرف الحدود كما دعت جميع المجتمعات، أفرادًا ومؤسسات، إلى تغليب الضمير الإنساني في كل القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان وكرامته.
مناشدة دولية عاجلة: أوقفوا الإبادة في غزة
وفي محور بالغ الأهمية، جددت وزارة الأوقاف دعوتها الملحة إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، مطالبة باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف جرائم الإبادة والتهجير القسري التي تُمارس بحق المدنيين في قطاع غزة.
وحذّرت الوزارة من استمرار صمت المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن القطاع يواجه واحدة من أبشع الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، وسط حصار خانق واستهداف ممنهج للمدنيين والبنى التحتية.
كما أكدت أن الصمت على هذه الانتهاكات يُعد خذلانًا للقيم الإنسانية وللمواثيق الدولية، مطالبة بضرورة فتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الإغاثية والطبية، ورفع الحصار بشكل فوري عن غزة.
الموقف المصري.. شرف المبدأ وثبات الرؤية
أعرب أبناء وزارة الأوقاف عن اعتزازهم العميق بالموقف المصري النزيه والمشرّف تجاه القضية الفلسطينية، والذي ظل ثابتًا وراسخًا رغم التحديات الدولية المتغيرة.
وأكدت الوزارة أن مصر، قيادة وشعبًا، لم تساوم يومًا على الحق الفلسطيني، مشيرة إلى التمسك الصارم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، وحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقرارات الدولية والشرعية الأممية.
مبادرات مصرية من أجل عالم أكثر سلامًا
وفي إطار الجهود المصرية لإرساء ثقافة السلام والتنمية، أشادت وزارة الأوقاف بمبادرات مصر التي أطلقتها على الساحة الدولية، وفي مقدمتها مبادرة “إسكات البنادق”، التي تدعو إلى وقف النزاعات المسلحة في القارة الإفريقية، ومبادرة “نوفي” التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في الدول النامية.
وأكدت الوزارة أن هذه المبادرات ليست مجرد شعارات، بل تُعبّر عن التزام مصر الأخلاقي والديني تجاه الإنسان، أيًّا كانت جنسيته أو ديانته أو انتماؤه، وتجسيد حيّ للدور الحضاري الذي تضطلع به القاهرة في محيطها العربي والإفريقي والدولي.
دعوة لنشر ثقافة السلام والتسامح في مواجهة الكراهية والحروب
واختتمت وزارة الأوقاف بيانها بالتأكيد على التزامها الثابت بنشر ثقافة السلام والتسامح، وضرورة توحيد الجهود الدولية من أجل إنهاء الحروب والصراعات المسلحة، وبناء عالم أكثر عدلاً وإنصافًا، تُصان فيه الحقوق وتُحترم فيه الكرامة.
وأكدت أن الإسلام كان ولا يزال دين السلام والرحمة، وأن الأديان السماوية كافة جاءت لهداية الإنسان لا لتدميره، ولرفع الظلم لا لتبريره، داعية إلى إعادة الاعتبار للضمير الإنساني في سياسات الدول والهيئات، بعيدًا عن المصالح الضيقة والمعايير المزدوجة.
وأوضحت أن العمل على نشر ثقافة السلم لا ينفصل عن نشر الوعي الديني الصحيح، وأن الوزارة ماضية في أداء دورها الدعوي والتثقيفي من أجل ترسيخ هذه القيم في المجتمعات، خصوصًا بين الشباب والأجيال الناشئة.
رسالة إنسانية وأخلاقية من الأزهر ووزارة الأوقاف
تأتي هذه الرسالة القوية من وزارة الأوقاف امتدادًا لدور مؤسسات الدولة المصرية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، في الدفاع عن المظلومين ونصرة قضايا الحق والعدل في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وتمثّل هذه المواقف بيانًا واضحًا على أن مصر لا تفرّط في القيم ولا تساوم على المبادئ، وهي الدولة التي احتضنت اللاجئين، وساندت الشعوب المقهورة، وظلت حائط الصد الأول في وجه مشاريع التفتيت والخراب التي طالت الأمة العربية والإسلامية.
نداء مفتوح لضمير الإنسانية
يُعد بيان وزارة الأوقاف الأخير صرخة مدوية في وجه الظلم والكراهية، ونداء مفتوحًا إلى ضمير العالم أجمع للعودة إلى المبادئ الأولى: العدل، والرحمة، والكرامة الإنسانية.
ومع استمرار المعاناة في غزة، وتفاقم أزمات اللاجئين حول العالم، فإن مثل هذه المواقف ليست فقط واجبًا دينيًا، بل ضرورة أخلاقية، ورسالة حضارية في زمن كثرت فيه الحروب وقلّ فيه الإنصاف.