كتب – أسامة خليل
بينما تتبادل إيران وإسرائيل الضربات وتشتعل سماء الشرق الأوسط بصواريخ لا تعرف الرحمة، يقف العالم على حافة أزمة كبرى قد تتجاوز حدود الجغرافيا وتنفجر في قلب النظام العالمي نفسه.
جبهة مشتعلة .. وشررٌ يتطاير عالميًا
منذ تصاعد الهجمات المتبادلة بين الطرفين، دخلت المنطقة مرحلة غير مسبوقة من التوتر، وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية كبرى. لكن ما يقلق العواصم العالمية أكثر من مجرد الصراع الثنائي، هو:
تهديد إمدادات الطاقة العالمية: مضيق هرمز، الذي تمر عبره ثلث صادرات النفط العالمية، بات مهددًا بالإغلاق في حال تطور المواجهة.
أي اضطراب هناك يعني ارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني وتأثير مباشر على الاقتصاد العالمي.
انهيار سلاسل الإمداد : الممرات التجارية بين آسيا وأوروبا قد تتأثر، مما يؤدي إلى تأخر البضائع وارتفاع أسعارها.
انزلاق قوى كبرى إلى الصراع: دعم أمريكي لإسرائيل يقابله دعم من قوى كبرى لإيران، ما يفتح الباب أمام صدام دولي مباشر أو عبر وكلاء في ساحات متعددة.
تفجر جبهات موازية: كحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وفصائل عراقية وسورية، كلها مرشحة للاشتعال، ما يحوّل المنطقة إلى كتلة لهب يصعب احتواؤها.
السلاح النووي في الخلفية
ما يُضفي على الصراع طابعًا مرعبًا هو البُعد النووي المحتمل، خاصة مع قلق متزايد من أن تطور الأحداث قد يدفع أحد الأطراف – أو أحد حلفائه – إلى كسر المحظور.
العالم لن يبقى متفرجًا
حتى الدول البعيدة جغرافيًا بدأت تحرك أساطيلها وتعزز قواعدها العسكرية، خوفًا من امتداد النيران. أما الأسواق المالية فترتجف من كل بيان عسكري أو تهديد جديد، مما يهدد بثقة المستثمرين ونمو الاقتصاد العالمي.
خلاصة المشهد:
الحرب بين إيران وإسرائيل ليست مجرد نزاع محلي، بل زلزال جيوسياسي تهتز له خرائط الطاقة، وتحالفات الأمن، واستقرار الاقتصاد العالمي. فهل يتدارك العالم الموقف قبل فوات الأوان؟ أم أن شرارة “حرب الظلال” ستُشعل نارًا لا تنطفئ؟
