كلمات الأسرة.. مفتاح ثقة الفتيات أو مصدر لهدمها

حذّرت الدكتورة أميرة رسلان، الداعية الإسلامية، من بعض العبارات التي قد تصدر عن الأسر دون قصد، لكنها تترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الفتيات، وتؤثر على ثقتهن بأنفسهن طوال حياتهن. وشدّدت على أن الأسرة هي العامل الأساسي في تشكيل معايير الجمال وقيمة الذات لدى الأبناء، لا سيما الفتيات، مشيرةً إلى أن بعض الأسر تتعامل مع هذه المسائل بخفة وظل، دون إدراك العواقب التي قد تترتب عليها.
وخلال ظهورها في برنامج “بنات النبي”، المذاع على قناة الناس يوم السبت، أوضحت رسلان أن تعليقات تبدو بسيطة مثل الإشارة إلى الوزن، شكل الجسم، أو لون البشرة، قد تُزرع في عقل الطفل، وتصبح جزءًا من تصوراته عن نفسه، ما يدفعه إلى البحث الدائم عن إثبات عكس هذه العبارات أو الشعور بعدم الرضا عن ذاته.
وقالت: “البنت بتطلع تواجه المجتمع بنفس الخلفية اللي أهلها ربوها عليها، فلو كانت تسمع تعليقات سلبية، ستظل تبحث عن إثبات عكسها طوال حياتها.”
القدوة النبوية في بناء الثقة بالنفس
ولإيضاح أهمية تعزيز الثقة بالنفس داخل الأسرة، استشهدت الداعية الإسلامية بمواقف من سيرة النبي محمد ﷺ، حيث كان يعزز ثقة الصحابة وأهل بيته بأنفسهم بأسلوب حكيم ومؤثر.
وأشارت إلى أن النبي ﷺ كان ينادي السيدة فاطمة بـ “أم أبيها”، ليكرّمها ويبرز دورها الحنون والعاطفي في حياته، مما منحها إحساسًا بالقيمة والاعتزاز بذاتها. كما أطلق على أسماء بنت أبي بكر لقب “ذات النطاقين” بسبب دورها البطولي في مساندة الهجرة النبوية، وهو لقب جعلها تفخر بنفسها وتشعر بقيمتها الحقيقية.
وأكدت أن هذه النماذج تعكس كيف يمكن للكلمات أن تبني شخصية قوية واثقة، بدلاً من أن تكون مصدرًا للإحباط أو الشك الذاتي.
لا للتنابز بالألقاب.. نعم لتعزيز الإيجابية
في ختام حديثها، دعت الدكتورة أميرة رسلان الأسر إلى تبنّي “شعار الرحمة والتشجيع” في تعاملها مع الأبناء، مستشهدة بالآية الكريمة: “ولا تنابزوا بالألقاب”، مؤكدة أن الألفاظ السلبية قد تترك جروحًا نفسية دائمة، بينما الكلمات الإيجابية قد تصنع شخصيات قوية وواثقة تستطيع مواجهة المجتمع بثبات.
وأضافت: “يجب ألا نستخدم كلمات قد تجرح أو تضعف ثقة أبنائنا بأنفسهم، بل يجب أن نسلط الضوء على أجمل صفاتهم، لنساعدهم على مواجهة المجتمع بثقة وقوة.”
رسالة لكل أسرة: انتقوا كلماتكم بحذر
وجهت الداعية الإسلامية رسالة للأسر، قائلةً إن على كل أب وأم أن يدركوا مدى تأثير كلماتهم على أبنائهم، لأنهم المصدر الأول الذي يتلقى منه الأطفال تصوراتهم عن أنفسهم وعن العالم من حولهم. وشددت على أن المزاح أو النقد غير المقصود قد يترك أثرًا يستمر لعقود، بينما يمكن للتشجيع والتقدير أن يصنع جيلاً أكثر ثقةً وإيجابية.