استعدادات شاملة لامتحانات الثانوية العامة 2025: التعليم ترفع حالة الطوارئ

كتبت: فاطمة الزناتي 

بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني استعداداتها المكثفة لامتحانات الثانوية العامة 2025، التي تعد واحدة من أكثر المحطات التعليمية حساسية في مصر، نظراً لما تحمله من تأثير مباشر على مستقبل الطلاب وأسرهم.

وفي إطار الحرص على توفير بيئة امتحانية آمنة ومنظمة، اتخذت الوزارة عدة خطوات على المستويات اللوجستية والأمنية والتعليمية والنفسية، لضمان سير الامتحانات بسلاسة وشفافية.

استعدادات لوجستية وتأمينية غير مسبوقة

أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور محمد عبد اللطيف، أن الوزارة اتخذت كافة الإجراءات اللوجستية لضمان جاهزية اللجان الامتحانية من الناحية الفنية والتنظيمية.

وشدد على أن جميع اللجان تم تجهيزها بمقاعد كافية وتوزيع جيد للإضاءة والتهوية، إلى جانب التأكد من توفر وسائل الراحة للطلاب داخل اللجان.

وأشار الوزير إلى أنه تم الانتهاء من طباعة أوراق الأسئلة في مطابع مؤمنة تابعة للوزارة، تحت رقابة مشددة من أجهزة الأمن، لضمان سرية الامتحانات. كما تم تأمين نقل أوراق الأسئلة والإجابات عبر سيارات مصفحة، بمرافقة أمنية مكثفة حتى وصولها إلى مراكز التوزيع.

وأضاف أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين اللجان من الخارج، ومنع أي محاولات غش أو تسريب، إضافة إلى تفعيل غرفة العمليات المركزية بالوزارة وغرف فرعية في كل محافظة لمتابعة سير الامتحانات لحظة بلحظة.

تدريب مكثف للمراقبين والملاحظين

على صعيد الاستعداد البشري، نظمت الوزارة برامج تدريبية مكثفة لجميع المراقبين والملاحظين المشاركين في امتحانات الثانوية العامة لهذا العام. وتهدف هذه التدريبات إلى تعزيز الوعي بالإجراءات القانونية والتنظيمية، وتوضيح كيفية التعامل مع المواقف الطارئة داخل اللجان، مثل محاولات الغش أو تأخر الطالب أو وجود مشكلات فنية.

صرّح مصدر مسؤول بوزارة التعليم أن أكثر من 150 ألف معلم تم تدريبهم خلال شهري أبريل ومايو الماضيين، عبر ورش عمل ومقاطع فيديو تعليمية، شملت موضوعات مثل قواعد الانضباط داخل اللجنة، والتعامل مع الطلاب في المواقف النفسية الصعبة، وكذلك طريقة كتابة التقارير اليومية.

وأشار إلى أنه تم التنبيه على ضرورة الالتزام الصارم بالقواعد المنظمة للعمل داخل اللجان، مع توفير خطوط اتصال مباشرة بين رؤساء اللجان ومديريات التعليم، لضمان التدخل السريع حال حدوث أي مشكلة.

خطة طوارئ طبية ودعم نفسي للطلاب

في ظل الضغوط النفسية التي يتعرض لها طلاب الثانوية العامة، أولت وزارة التعليم اهتمامًا خاصًا بالجوانب الصحية والنفسية. فقد تم التنسيق مع وزارة الصحة لتوفير زائرة صحية أو طبيب في كل لجنة امتحانية، مع تجهيز غرف للإسعافات الأولية داخل المدارس تحسّبًا لأي حالات إغماء أو أزمة صحية.

كما تم إعداد خطة استجابة طارئة في حال حدوث موجات حر شديدة أو انقطاعات كهرباء، بالتعاون مع المحليات ووزارة الكهرباء. وتم تزويد بعض اللجان بأجهزة تبريد ومولدات احتياطية، وخاصة في المحافظات التي قد تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة.

أما على المستوى النفسي، فقد أطلقت الوزارة مبادرة “ادعم ابنك” بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، لتقديم دعم نفسي واستشارات مجانية لأولياء الأمور والطلاب قبل وأثناء فترة الامتحانات، وذلك عبر خط ساخن وصفحات إلكترونية.

وأوضحت الدكتورة أماني حسن، مديرة الإدارة العامة للتربية النفسية بالوزارة، أن فرق الدعم النفسي في المديريات التعليمية تعمل بالتنسيق مع المدارس لتقديم الدعم العاجل في حال ظهور أي أعراض قلق حاد أو توتر مفرط لدى الطلاب أثناء الامتحان.

غرفة عمليات مركزية.. واستعداد للسيناريوهات الطارئة

وفي خطوة تعكس مدى جاهزية الوزارة، تم تفعيل غرفة العمليات المركزية بديوان عام الوزارة، والتي ترتبط بشكل مباشر بغرف العمليات الفرعية في جميع المديريات. وتهدف هذه الغرف إلى سرعة التدخل في حال حدوث أي أزمة، مثل تأخر أوراق الأسئلة أو تعطل سير الامتحان لأي سبب.

وأكد الوزير في تصريحات صحفية: “أنا أتابع بنفسي الكاميرات داخل اللجان كل يوم صباحاً، ونتعامل مع أي إشارة أو ملاحظة فوراً. هدفنا أن تخرج الامتحانات بصورة مشرفة تعكس كفاءة الدولة المصرية في إدارة هذا الملف الحساس.”

بهذا النهج المنظم والمتعدد الأبعاد، تثبت وزارة التربية والتعليم استعدادها الكامل لخوض موسم امتحانات الثانوية العامة 2025 بأعلى درجات الانضباط والجاهزية. وبينما ينتظر الملايين من الطلاب وأولياء الأمور النتائج، تبدو الدولة ممثلة في وزارة التعليم أكثر حرصًا من أي وقت مضى على أن تمر هذه المرحلة الفاصلة بسلام، وعدالة، وشفافية.