جامعة الأزهر تهنئ الأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد

كتب:مصطفى على
بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، وجّهت جامعة الأزهر برئاسة الأستاذ الدكتور سلامة داود رسالة تهنئة إلى الأمة الإسلامية، والقيادة السياسية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، بهذه الذكرى التي تُعد من أعظم المحطات الفاصلة في تاريخ الإسلام والإنسانية.
وأكدت الجامعة أن هذه المناسبة العظيمة لا تُعد مجرد ذكرى تاريخية، بل هي مدرسة متجددة في البناء الحضاري والتخطيط الإيماني، وقد قدمت للبشرية دروسًا عميقة في حُسن التدبير، والاعتماد على الله، واختيار الصحبة الصالحة.
الهجرة النبوية.. نموذج متكامل في التخطيط والتوكل
في بيانها، أكدت الجامعة أن الهجرة النبوية ليست مجرد انتقال مكاني من مكة إلى المدينة، بل كانت تحولًا جذريًا في مسار الدعوة الإسلامية، وانطلاقة لبناء دولة الإسلام على أسس من التوحيد والعدل والمساواة.
وأشارت إلى أن من أبرز دروس الهجرة النبوية ما تجلى في حكمة النبي ﷺ في التخطيط، فقد أعدّ لها بإتقان، واتخذ الأسباب الدنيوية الممكنة، مستعينًا بأمين السر عبد الله بن أبي بكر، والدليل عبد الله بن أريقط، والمموِّنة أسماء بنت أبي بكر، وهو ما يوضح أهمية الجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب.
الصحبة في الهجرة.. معيار لصلاح القلوب وعظمة التضحيات
لفت البيان إلى أن اختيار النبي ﷺ لصاحبه في الهجرة، أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ليس مجرد اختيار عشوائي، بل هو اختيار روحي ومعنوي لصاحب الإيمان الثابت والقلب الذي لا يجزع، ليكون رمزًا للصحبة الصالحة في طريق الإيمان والتضحية.
وأضاف أن موقف أبي بكر – رضي الله عنه – حين قال للنبي: “لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا” ثم رد النبي عليه: “لا تحزن إن الله معنا”، يمثل ذروة الثقة بالله والتسليم الكامل لقدره، ويجسد كيف يمكن للقلوب المؤمنة أن تصنع المعجزات حين تشتد الأزمات.
رسالة إلى المسلمين في العصر الحديث: أنتم أحوج ما تكونون لدروس الهجرة
أكد البيان أن المسلمين اليوم في أشد الحاجة إلى استلهام هذه القيم الخالدة من الهجرة النبوية، وخاصة في ظل ما تمر به الأمة من تحديات فكرية وأخلاقية واقتصادية وأمنية.
وأضاف أن قيم الفداء والتضحية والثقة في نصر الله، إلى جانب الوعي واليقظة والتخطيط الرشيد، هي مفاتيح الخروج من الأزمات، كما كانت مفاتيح نجاح الهجرة.
ودعت الجامعة المسلمين إلى تجديد النية والعمل الصالح في ذكرى الهجرة، والتمسك برسالة الإسلام التي تدعو إلى السلم والبناء والوحدة، مشددة على أن قوة الإيمان هي الوقود الحقيقي لكل نهضة، وأن اليقين في نصر الله يجب أن يقترن بالعمل والاجتهاد.
التهاني والولاء.. في حضرة الهجرة وبوصلة النبوة
واختتم البيان بتوجيه التهاني إلى الأمة الإسلامية قاطبة، سائلًا الله عز وجل أن يُعيد هذه المناسبة على الجميع بالخير واليمن والبركات، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء، ويمنحهم القوة والعزيمة للسير على نهج النبوة وطريق الهجرة، الذي مهّد لقيام حضارة سامية بُنيت على الإيمان والتسامح والعدل.
كما جددت الجامعة ولاءها واعتزازها بقيادتها الدينية والوطنية، متمثلة في فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقيادتها السياسية، مؤمنة بأن العمل المشترك والتلاحم بين المؤسسات هو السبيل لتعزيز الاستقرار والتقدم في ظل الهدي النبوي الشريف.